محمد الخالدي
مؤلم أن تصل مؤسساتنا الأكاديمية التي نعتز بها ونفخر بما وصلت إليه من مكانة نتيجة جهود وكفاح طويل ومسيرة ساهم فيها المخلصون من أبناء هذا الوطن - إلى مستوى يتقاذف فيه بعض الأكاديميون التهم الرخيصة فيما بينهم من أجل مصالح انتخابية على مناصب زائلة، ومؤلم أن تصبح القطيعة بين إدارات تلك المؤسسات العلمية الراقية وبين جمعيات أعضاء هيئة التدريس فيها مثار حديث وتصريحات يومية من كلا الجانبين دون النظر إلى مصلحة تلك المؤسسات ودون الاعتبار للأعراف الأكاديمية التي يعرفونها والتي تربوا عليها.
مؤلم أن تخرج الاختلافات في وجهات النظر بين هؤلاء الأكاديميين عن حدود المعقول وتسود لغة التهديد والوعيد بين أبناء هذه المؤسسات العلمية بدلا من لغة الحوار واللجان المتخصصة بحل القضايا الأكاديمية داخل المؤسسة.
مؤلم أن يقحم نواب مجلس الأمة في قرارات الجامعة والتطبيقي وغيرها من المعاهد العليا وبدعوات مباشرة من الأكاديميين أنفسهم.
فأين استقلالية الجامعة وأين دور الإدارات فيها؟ فإذا كانت هذه المؤسسات العلمية التي تمثل مشاعل النور ومصادر صنع الإنسان المتعلم القادر على القيام بدوره تجاه نفسه ومجتمعه والإنسانية، إذا كانت هذه الصروح العلمية الراقية تعاني أزمة الحوار بين أعضائها وتغيب عنها لغة العقل والمنطق فماذا نتوقع إذن من بقية مؤسسات الدولة وماذا نتوقع لمستقبل هذا البلد؟
أيها الأكاديميون انتبهوا فإليكم يتطلع أبناء الكويت للنهوض بها، وإليكم تصبو البلاد للخروج بها من جمودها، وعليكم تقع مسؤولية الارتقاء بشبابها، فحاسبوا أنفسكم لأنه لا أحد قادر على محاسبتكم ولا نريد لأحد أن يتدخل في شؤونكم ويخترق استقلالية مؤسساتكم الأكاديمية، فلا أحد غيركم لديه القدرة أو المعرفة للدخول بينكم وحل قضاياكم.
وتذكروا أنكم مرآة الكويت وبكم نتباهى ونفتخر ومنكم ننتظر القدوة والمثال وبأعناقكم مستقبل أبناء الكويت ومكانتها فإن ضيعتم الأمانة فمن إذن لا يضيعها بعدكم؟
قالت أنديرا غاندي ذات مرة «هناك نوعان من الموظفين أولئك الذين يعـــملون، وأولئك الذين يحصلون على الامتيازات فحــاول أن تكون من الفريق الأول، فالتـنافس أقل».