محمد الخالدي
تصريحات الرئيس الإيراني أحمدي نجاد حول وجود 3 آلاف جهاز طرد مركزي قادرة على إنتاج كميات كبيرة من اليورانيوم ذي التخصيب العالي الذي يسمح لجمهورية إيران الإسلامية بصنع قنبلة ذرية خلال أقل من سنة بحسب رأي الخبراء تثير الفزع، ومصدر الفزع بالتأكيد أن إيران لديها أطماع حقيقية في دول الخليج لا تخفى على أحد ولديها إستراتيجية بعيدة المدى لمد نفوذها وسيطرتها على المنطقة، كما أن النظام الديموقراطي الذي تتمتع به الجمهورية الإيرانية يسمح لها باتخاذ خطوات مدروسة ومجدولة تصدر عن مجالس ومؤسسات متخصصة تعرف ماذا تريد وكيف تصل إلى ما تريد دون الدخول في مغامرات سياسية وحماقات كما كان الأمر مع النظام الديكتاتوري الأرعن في العراق إبان حكم المقبور صدام حسين وزمرته الفاسدة.
أزمة الملف النووي الإيراني تثير الفزع أيضا لأن الأحداث السياسية والحراك السياسي الذي يشهده العالم اليوم والأزمة السياسية التي تعصف بالبيت الأبيض وجعلت شعبية الرئيس بوش تصل إلى أدنى مستوياتها وخروج العراق من قائمة اللاعبين الأساسيين المؤثرين في المنطقة، كل هذه وغيرها من العوامل استطاعت إيران حتى الآن استثمارها بطريقة جيدة لصالحها، إضافة إلى قدرتها على المضي قدما في برامجها النووية دون الحاجة لمساعدات خارجية لا على المستوى التكنولوجي ولا على المستوى المادي لأنها تمكنت ومنذ سنوات من بناء وتطوير قدراتها العلمية في الوقت الذي كانت فيه المنطقة مشغولة بصراعات سياسية هامشية أعمت أعينها عما يدور في هذا العالم وما تخبئه الأيام من مخاطر، كل ذلك جعل إيران اليوم أكثر صلابة وأكثر قوة وأكثر خطرا.
وإذا ما أردنا أن نستعرض اليوم بعد أن وصلت إيران إلى ما وصلت إليه من قوة وقدرة الإمكانات أو الخيارات المتاحة للعالم الغاضب والخائف من قدرات إيران النووية بقيادة الولايات المتحدة الأميركية المتزعزعة أصلا والمحبوسة في دهاليز العراق وأفغانستان بلا أمل قريب يخرجها من هذه الورطة بما يحفظ لها هيبتها وماء وجهها على أقل تقدير، فإننا نلاحظ أن هناك خيارين كلاهما صعب وخطير، فإما أن تتحرك دول التحالف لضرب إيران الآن وعليها حينها أن تتحمل العواقب الخطيرة والتي لا يعرف مداها وتأثيرها على دول الجوار بصورة خاصة، وإما أن تترك وعلينا أن نتحمل بعد ذلك عواقب خروج الأسد من عرينه.