لا أعلم الغيب بالتأكيد، ولست عرافا ولا أقرأ الفنجان، وإنما هي مجرد قراءة للواقع والتاريخ، تجعلني أقول بكل ثقة اننا مقبلون على «حدث» كبير في الكويت، خلال أشهر معدودة لا أكثر، والمسألة لا تحتاج إلى عبقرية أو ذكاء خارق لاكتشاف ذلك، فالخطاب السياسي والأحداث اليومية الصغيرة وتتابعها بوتيرة تصاعدية كلها ستنتج ـ بالضرورة ـ انتقال الصراع من حالة الكلام والسب والشتم إلى درجة أعلى، إلى العنف. أصبحنا في الكويت نشبه لبنان أكثر فأكثر، صراع حناجر و«فذلكات» كلامية وتكتلات حزبية لا مكان فيها للوطن ولا للمواطن «المعتر». مسكين هذا الوطن الذي يذبح كل يوم على يدي أبنائه، هل نحتاج إلى أعداء؟ لا أظن، كان من ضمن طلابي اثنان «مشاكسان» أكثر من الحد المقبول، كانا يستمتعان جدا باستفزازي وتضييع وقت الحصة، مراهقين بعقول أطفال. نصحني أحد الزملاء المعلمين وقتها بأن أتجاهلهما تماما، لأنني كلما تجاوبت مع مشاكساتهما وحاولت ضبط سلوكهما شعرا بالاهتمام وتحقيق الذات ما يدفعهما للاستمرار أكثر. لا أدري لماذا تذكرتهما الآن وأنا أتابع ـ بعد انقطاع طويل ـ مجريات الأحداث السياسية المضحكة في بلادي، ولكنني أشعر بأن تجاهل «مشاكسات» بعض السياسيين من نواب ووزراء من قبل وسائل الإعلام والمدونين والمغردين قد يجدي، حينها سيدركون حقيقة أنفسهم.
[email protected]