محمد الخالدي
عندما كنت أزور الوالد رحمه الله في مركز حسين مكي جمعة للسرطان كنت ألاحظ الشيخة أوراد الصباح وهي تقوم بزيارة المرضى لتواسيهم وتدعو لهم بالشفاء وتخفف بحضورها ودعائها الطيب معاناة أهالي المرضى والمرضى أنفسهم، وتسعى بكل همة عالية الى توفير العلاج لمن حالت الظروف دون حصولهم عليه، وهي ظاهرة تستحق الوقوف عندها والاشادة بها مع علمنا بأن الشيخة أوراد لا تحب ان يذكر ذلك علنا لأنها تريد وجه الله عز وجل بصنيعها الانساني، هذا ليس اكثر.
الشيخة أوراد الصباح «ظاهرة انسانية» يندر وجودها بما تحمله من قلب كبير وشعور انساني بمعاناة البشر وآلامهم وبما يفيض به قلبها النقي من حب للمساكين والفقراء، وهي ظاهرة تستحق ان نتأملها ونتعلم منها دروس التواضع وتقدير البشر على اختلاف ألوانهم ومشاربهم. فجزاها الله كل الخير على هذه المواقف الانسانية التي لا تخرج الا من امثالها.
وفي احدى زياراتي للوالد - رحمه الله - في شهر رمضان الماضي شاهدت الشيخة أوراد الصباح وهي تقوم بزيارة للمستشفى، جلست من بعيد أراقب المنظر ثم دخلت الى والدي رحمه الله بعد ان خرجت هي، فوجدته في غاية السرور والفرح «وقعد يسولفلي وهو مستانس» عن زيارة الشيخة أوراد ودعائها له بالشفاء في هذا الشهر الفضيل، وهو أمر ليس بالغريب على «أم البدون» التي تحمل هذا الكم الكبير من النقاء وصفاء القلب والطيبة والانسانية.
تلك السيدة التي نذرت نفسها لمساعدة الضعفاء والمحتاجين ولأعمال الخير، تعود المرضى والمعاقين ونزلاء الدور الاجتماعية بلا صخب اعلامي ولا بهرجة ولا تكلف، وتمضي بهدوء بعد ان تترك وراءها اثرا انسانيا طيبا، والكثير من الدعاء لها بالخير وان يبارك الله لها هذا الصنيع.
الشيخة أوراد الصباح، أنقل اليك يا سيدتي ما قرأت من دعاء الاطفال والامهات والشيوخ، كلمات شكر وتقدير ووفاء بعدد الاحرف التي تسطرها اقلام الاطفال الذين منحوا حق تعلم القراءة والكتابة بفضل جهودك بعد الله، وبعدد كل ابتسامة خلفتها روحك الطيبة على وجوه الامهات الحائرات، وبعدد كل دمعة مسحتها يدك الكريمة من عيون المعوزين والمساكين، وبعدد كل بارقة أمل في قلوب «البدون».