محمد الخالدي
لا تجد وزارة التربية أية غضاضة في التلاعب علنا بأسماء المعلمين الذين من المفترض ان يكرموا لجهودهم المتميزة، الا ان هذا التكريم كالعادة يتحول الى اساءة واستهتار بعقول وعواطف آلاف المعلمين والمعلمات لدرجة افقدت وزارة التربية الثقة فيها.
والا ما معنى ان تنشر اسماء المعلمين والمعلمات المستحقين لمكافأة الاعمال الممتازة ثلاث مرات وفي كل مرة يصرح «مصدر تربوي كبير» بأن هناك خطأ في هذه الاسماء؟ اين المشكلة، كل شيء واضح فهناك شروط محددة مسبقا لمن يستحق المكافأة فمن تنطبق عليه الشروط يدرج اسمه ومن لا تنطبق عليه الشروط يستبعد من البداية.
هل هذه العملية معقدة جدا يا وزارة التربية وتحتاج كل هذه الفترة الزمنية؟ اذا كانت الوزارة والمناطق التعليمية عاجزة عن تنفيذ هذه العملية البسيطة بالرغم من وجود الكمبيوتر وجيش من الاداريين فكيف سنثق بأنها ستتمكن من تحقيق العدالة والمساواة بين العاملين وكيف نثق بأن وزارة التربية قادرة على القيام بأية خطوة من شأنها اصلاح التعليم.
حضرت استجواب وزيرة التربية وأدهشني كثيرا العرض الجميل الذي قدمته نورية الصبيح حول المشاريع الهائلة التي تعتزم وزارة التربية تنفيذها لدرجة تجعلك تعتقد بأننا مقبلون على ثورة اصلاحية تقلب الامور وتجعل المدارس واحات خضراء اسوارها من الورود وكل شيء فيها يعمل بالريموت كنترول وطبعا «لاب توب لكل طالب» (مو قوية ولا شي.. عادي)، ولكن عندما نتأمل في الواقع وننظر الى أبسط الامور الادارية ولا نجد سوى الاخفاق فاننا بالتأكيد سنصاب بالاحباط واليأس ولا نتوقع الكثير.
وزارة التربية تتحدث عن لاب توب لكل طالب وسبورة ذكية في كل فصل وكثافة طلابية لا تزيد عن 25 طالبا او طالبة في جميع مدارس الكويت وفي جميع المراحل الدراسية، هذه احلام جميلة ونرغب حقا في ان نستمتع بسماعها، ولكننا بالتأكيد لا نستطيع ان نصدقها او على الاقل لا نعتقد باننا سنشاهدها عندما نرى على ارض الواقع عجز الوزارة في تنظيم عملية تكريم اصحاب الاعمال الممتازة من المعلمين والمعلمات، ولذلك نتمنى من المسؤولين في وزارة التربية ألا يشطحوا كثيرا في عالم الخيال وان يتكرموا علينا بالنزول الى الواقع وينصفوا اولئك المعلمين المحبطين ممن وردت اسماؤهم في الكشوف الاولى ثم ازيلت من الكشوف الثانية.