محمد الخالدي
أجرت إحدى المؤسسات الأميركية اختبارا صغيرا وظريفا على عدد من طلبة الجامعات لقياس مدى قدرتهم على الحكم على الآخرين، وتضمن الاختبار بعض الأسئلة التي قد تبدو غريبة بعض الشيء، أنقلها هنا مترجمة بشيء من التصرف.
السؤال الأول يقول إذا عرفت أن هناك امرأة حاملا ولديها ثمانية أطفال، ثلاثة منهم مصابون بالصم، واثنان فاقدا البصر، وواحد لديه تخلف عقلي، وهي ذاتها مصابة بالزهري، فهل تنصحها بالإجهاض؟انتظر قليلا.. الـــــسؤال الثاني يقول إذا كان صوتك سيرجــــــح فوز أحد المرشحين لانتخابات الرئاسة فمن ستختار من بين هؤلاء الثلاثة؟ الأول يستشير العرافات والمنجمين ويخالط المنحرفين ولديه عشيقتان، يدخن بشراهة ويشرب من 8 إلى 10 كؤوس مارتيني باليوم.
المرشح الثاني كان مدمنا للمخدرات عندما كان طالبا، ويقضي معظم وقته في النوم وطرد من وظيفته مرتين ويشرب ربع زجـــــاجة ويسكي كل مساء.
المرشح الثالث بطل من أبطال الحرب نال عدة أوسمة للشجاعة، لا يدخن ولا يشرب الخمر ولم يخن قط زوجته. فمن تختار؟
تعتقد أن الاختيار سهل، حسنا المرشح الأول هو الرئيس الأسبق للولايات المتحدة الأميركية روزفلت، والمرشح الثاني هو رئيس الوزراء البريطاني الأسبق ونستون تشيرشل، أما المرشح الثالث فهو أدولف هتلر.
بالمناسبة، إذا كانت نصيحتك للمرأة بأن تجهض فتكون قد حكمت بالقتل على أحد عمالقة الموسيقى وهو بيتهوڤن.
تخيل أنك دعيت للعمل في منظمة فيها أكثر من 500 موظف، 117 منهم تسببوا في خسارة مباشرة لشركتين على الأقل، و29 منهم حوكموا بسبب سوء معاملة زوجاتهم، و19 شخصا منهم حرروا شيكات بدون رصيد،و3 تم اعتقالهم بسبب الاعتداء على الغير، و15 شخصا منهم حوكموا بجرائم سرقة واحتيال، و84 آخرون اعتقلوا بسبب قيادتهم للسيارة وهم في حالة سكر.
هل تقبل العمل بهذه المنظمة؟ وماذا إذا كانت هذه المنظمة هي الكونغرس الأميركي الذي يسن مجموعة من القوانين ويراقب سلامة تطبيقها.
ربما نعتقد أننا مؤهلون للحكم على الآخرين، على تصنيفهم وفرزهم كما نشاء بكل سهولة، وكأن كل واحد منا هو مركز الـــــكون.
هل نحتاج إلى تأمل ذواتنا لندرك أننا مجرد أشخاص عاديين ولا شـــيء يميزنا عن غيرنا وأن إطـــــلاق الأحكام على البشر مسألة ليست هينة.