محمد الخالدي
كتبت الزميلة د.نرمين الحوطي في مقال سابق «أين أنت يا سقراط؟» والذي نشر في «الأنباء» يوم الجمعة الماضي حول عبقرية الفيلسوف اليوناني سقراط، ولا أظن احدا يعترض على أهمية هذا الفيلسوف وتأثيره في تاريخ البشرية. غير ان الزميلة د.نرمين الحوطي أوردت عبارة أجد من واجبي التنبيه عليها حيث قالت «من هو سقراط؟» هو بلا شك أعظم معلم ظهر في تاريخ البشرية، وهو رمز للعبقرية والنبوغ الذي حققته أثينا إبان قمة ازدهارها في القرن الخامس قبل الميلاد، عمل بالفلسفة وراح يعظ الناس ويعلمهم في كل مكان دون ان يتقاضى على ذلك أجرا لأنه يعتبر ذلك رسالة إلهية كلفته بها السماء».
عذرا أيتها الزميلة فليس سقراط هو «أعظم معلم ظهر في تاريخ البشرية»، بل هو الرسول المصطفى محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام، ولسنا بحاجة للتأكيد ولتدليل على هذه الحقيقة التي يعترف بها كل منصف حتى من المستشرقين وممن نسميهم «أعداء الإسلام». فسيرة المصطفى عليه الصلاة والسلام منذ مولده وحتى وفاته لم يشبها شائبة، ومليئة بصور ونماذج تربوية تعجز كل كتب التربية وفلاسفة العالم عن بلوغها، ولن تفعل.
عندما يكون الحديث عن «المعلم» فإنه حديث عن القدوة الحسنة والنموذج الذي ينبغي ان يحتذى، ومع اننا لا نختلف حول عبقرية سقراط وعقليته الفلسفية الفذة، الا انه ليس نموذجا للمعلم والقدوة، فحياته كانت مليئة بصور الفسق والفجور وسوء المعاملة لزوجته، ويكفي انه كان لواطيا يعاشر الرجال.
مرة اخرى لا نشكك بعبقرية سقراط وتأثيره الكبير في تلامذته من أمثال أفلاطون وغيره، كما لا نشكك على الاطلاق بما تركه للبشرية من أمثلة للمواطن الديموقراطي الملتزم لدرجة تجرعه السم احتراما للقانون، ولكنه مع ذلك ليس أعظم معلم في تاريخ البشرية، بالنسبة لي على الأقل.