محمد الخالدي
لم أستغرب أبدا إحالة الزميلة د.نرمين الحوطي للتحقيق بسبب ما كتبته في «الأنباء» من انتقاد لأوضاع المعهد العالي للفنون المسرحية قبل أيام، والسبب ببساطة أنني أعرف جيدا كيف يدار هذا الصرح الأكاديمي المهجور والذي بات مرتعا للمزاجية.
وقد كتبت أكثر من مرة وطوال عامين عن أوضاع ذلك المعهد وما يعانيه من سوء إدارة وإهمال وتهجير وتطفيش للكوادر الكويتية بشكل خاص، ولكن ماذا تقول عن إدارة المعهد التي يردد بعضهم فيها القول «ما يهمني أحد»!
ونحن نطالب وزيرة التربية ووزيرة التعليم العالي نورية الصبيح بصفتها الرئيس الأعلى لمجلس ادارة المعهد بأن تتدخل لتضع حدا للتدهور الحاصل ولتطلع على حقيقة ما يجري وتقوم بإحقاق الحق.
قبل عامين تماما كتبت حول مشكلة عدد كبير من خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية ممن لم يحصلوا على شهادات التخرج بسبب وجود أخطاء في كتابة المعدل العام على الشهادة، وبعد ثلاثة أشهر عاد الطلبة الخريجون ليشتكوا من استمرار المشكلة، وكتبت مرة أخرى وكان عميد المعهد بالإنابة يعدهم بانتهاء المشكلة قريبا، واليوم وبعد عامين من الوعود تلو الوعود لاتزال المشكلة قائمة، بل أصبحت المشاكل تزداد ولا تنقص، وأصبح لدى إدارة المعهد عقدة ديكتاتورية لدرجة أنها لم تعد متفرغة إلا لمحاربة كل من ينتقد أو يشتكي بدلا من إصلاح حال المعهد والاستفادة من تلك الانتقادات.
ما كتبته الزميلة نرمين الحوطي، وهي أستاذة في المعهد تخرجت فيه وعادت للتدريس فيه وتعرف تماما مشاكله والكيفية التي يدار بها هذا الصرح العلمي المهم، لم يخرج أبدا عن نطاق النقد المشروع والنصح المفيد لمن يريد أن يعمل ويصلح حقا، ولا نفهم أي مبرر لمثل هذا الإجراء والتعسف في استخدام السلطة لمحاربة الفكر والكلمة الحرة.
كل ما نتمناه من الوزيرة الفاضلة أن تقوم بزيارة إلى المعهد لترى بنفسها الوضع المزري هناك، ولتستمع بنفسها لما تقوله الغالبية العظمى من أساتذته وطلابه، كما نتمنى من أعضاء اللجنة التعليمية في مجلس الأمة أن يقوموا أيضا بدورهم في مراقبة إدارة المعهد وإنصاف أعضاء هيئة التدريس والطلبة من التعسف والظلم والتمادي في انهيار هذا الصرح الأكاديمي.