محمد الخالدي
عملية الاصلاح تأتي عادة بعد الخراب او الفساد، فإذا تأملنا في واقع الكويت خلال الاعوام القليلة الماضية وحتى اليوم فهل هناك من يرى اي ملامح لوجود اي شيء يوحي بوجود الحد الادنى من اي عملية يمكن ان تبرر وصف الحكومة الحالية والسابقة والتي قبلها بأنها حكومة اصلاح؟! تأملوا في جميع جوانب الحياة في الدولة الاقتصادية والسياسية والثقافية والدينية والتربوية ومستوى معيشة المواطن والمؤسسات الخدمية وحتى الحريات العامة وغيرها، هل هناك، غير الحكومة طبعا، من يرى اي علامة من علامات الاصلاح والتقدم والتطوير؟ فكيف اذن نفهم الحديث عن وصف الحكومة بأنها حكومة اصلاح؟!
عند الحديث عن بناء الدول وعمرانها لا ينبغي الحديث بكلام عاطفي مليء بالمجاملات والتملق الكاذب فهذا من شأنه ان يسبب المزيد من الانحدار والتراجع، وهو ما تشهده الكويت اليوم بعد ان غيبت الكفاءات وتقدم المتملقون واصبحت مؤسساتنا مع الاسف الشديد بيئة طاردة لكل مخلص ومبدع، في الوقت الذي يتلقى فيه المواطنون المبدعون عدة عروض مغرية للعمل في دول اخرى، فهل هذا هو الاصلاح؟! واذا كنا نريد لبلدنا التقدم والتطور حقا فإن اولى الخطوات لذلك قول الحق وتسليط الضوء على بؤر الفساد وتحديد العصي التي تسبب توقف عجلة التنمية.
اما ان تسير البلاد من انحدار الى انحدار ومن تراجع الى تراجع ثم يأتي من يأتي بعد ذلك ويطبل للحكومة ويصفها بأنها «حكومة اصلاح» فهذا حديث سمج وكذب فاضح.
واذا كان الحديث عن الانسان ومدى صلاحه وفساده يرتبط بالقلب كما اخبرنا رسولنا الكريم ژ حين قال، «الا وان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله، واذا فسدت فسد الجسد كله، الا وهي القلب»، فإن قلب الدولة هي الحكومة، فإذا صلحت اصلحت البلاد بأكملها، واذا فسدت افسدت البلاد والعباد، ومن يرى غير ذلك نرجو منه ان يفسر لنا حال البلد «المايل» في ظل اكبر طفرة مالية ووجود افضل العقول والكفاءات من الكويتيين ومع ذلك لا نشاهد «شطارة» الحكومة الا على المواطن البسيط فتغلق بقالة هنا وتتلف حديقة هناك وتنسحب من كل جلسة يمكن ان تخرج بقوانين تخدم الناس، وكأن هذه هي اسباب التخلف والجمود!