محمد الخالدي
بداية أغتنم الفرصة وأهنئ صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد وسمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد ورئيس مجلس الأمة جاسم الخرافي وسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد والشعب الكويتي وكل من يعيش على أرض الكويت بحلول عيد الأضحى المبارك، أعاده الله علينا جميعا وعلى وطننا الحبيب بالخير ونسأل الله العلي القدير أن يحفظ كويتنا من كل مكروه.
وإلى حجاج بيت الله الحرام نسأل الله أن يتقبل منهم ويعيدهم إلى أرض الوطن سالمين غانمين.
كان يجلس وحيدا يراقب من شباكه مئات الناس وهم يمشون بانتظام في حركة تكاد تكون آلية، يتوقفون معا ويسيرون معا بخطوات متشابهة «ورتم ثابت» مع أضواء إشارة المرور.
دخان السيارات كثيف وأسود، يثير الغثيان ويبعث على الأسى.
كان يراقب من بعيد فنانا يجلس في زاوية، يلبس قبعة غريبة ويرسم لوحة حزينة، وأشياء قديمة، شعر وكأنه يرسمه.
شاهد فتاة تقطع الطريق مسرعة، تلملم تنورتها القصيرة، تسحبها بقوة إلى الأسفل من هنا وهناك، عيون الرجال تحدق بها، تكاد تلتهمها، تكاد تخترق تلك التنورة، وهي تنظر إليهم وكأنها تقول «سحقا للرجال ولعيونهم الحادة».
جلس يفتش في هاتفه عن بقايا ذكريات قديمة، برفقة كوب قهوة ساخن ورائحة توليب منعشة، وصوت فيروز تغني كأنه هدير. قرأ.. وأطلق من صدره تنهيدة، كلماتها قليلة، تبرم وألقى بالهاتف جانبا.
بجعة صغيرة تمخر هدوء البحيرة تاركة خلفها تموجات، آهات وشريط أحلام الوقت لايزال مبكرا، أمسك الجريدة وراح يقلب صفحاتها بسرعة، كأنه لا يقرأ وماذا عساه أن يقرأ.
ألقى بالجريدة.. عيناه تلمحان خبرا صغيرا، لا يدري ما الذي شده للخبر. مضى لا إلى أين، تلعثم وتغيرت تعابيره، أصبح وجهه شاحبا أكثر، بضع كلمات غيرت مزاجه.. خبر، قدر.
«حادث ضد مجهول» هو اسم لتمثال من أعمال الفنان سامي محمد، كنت في مرسمه عندما كنت طالبا في الجامعة، شاهدت التمثال وقلت له: بومحمد أبي أشتري هذا، قال: شتبي فيه، هذا يشترونه حق المعارض والصالات الكبرى، قلت: مو مهم، لازم اشتريه، قال: كم عندك فلوس؟ قلت له: عندي 700 دينار (طبعا ما أبي أقول 1000 علشان لا يطمع فيني هههههه)، ضحك وقال: 700 دينار تقدر تشتري فيهم هذي اللوحة (لوحة صغيرة عليها ألوان قليلة، وأنا لا أحب اللوحات لأنني لا أفهمها)، قلت له: ليش چم تبي، چم سعرها؟ قال: 4 آلاف.
قلت له: طيب أوعدني ما تبيعها إلى أن أجمع لك 4 آلاف، قول وعد.
هذه الحكاية كانت في عام 1995 عندما كنت رئيس اللجنة الثقافية برابطة طلبة الآداب وأقمنا حينها معرضا فنيا لأعمال سامي محمد، واليوم بعد مرور 13 سنة استطعت أن أجمع من قيمة التمثال دينارين ونصف الدينار يعني هانت.
بس مو لازم ينزل سعرها بسبب الأزمة الاقتصادية.