محمد الخالدي
وصلتني شكوى من بعض الشباب الكويتيين العاملين في شركة البترول الوطنية من خلال عقود بعض الشركات الخاصة وبالتعاون مع دعم العمالة الوطنية، وبالتحديد في دائرة التسويق المحلي، وتتلخص حكايتهم في أنه تم تعيينهم من خلال نظام دعم العمالة في شركات خاصة تحصل بدورها على عقود عمل لمشاريع مختلفة مع شركة البترول الوطنية، غير أن هذه العقود تكون محددة بفترة زمنية غالبا ما تكون بين عام واحد و4 أعوام، ولا توجد مشكلة حتى الآن فالموظفون يذهبون إلى أعمالهم ويؤدون كل ما هو مطلوب منهم ويتقاضون رواتبهم بلا مشاكل، ولكن ما أن تنتهي مدة عقد العمل بين هذه الشركات الخاصة وشركة البترول الوطنية حتى يجد هؤلاء الشباب أنفسهم «مطرودين» بلا سبب، فهل يعقل أن يتعرض هؤلاء الشباب وهم في مقتبل حياتهم وفي بلدهم لمثل هذه المعاملة ويجدون أنفسهم مهددين بالفصل من وظائفهم بين ليلة وضحاها؟ هل يعقل أن ترتبط مصائر ومستقبل هؤلاء الشباب الكويتيين من حملة الشهادات الجامعية بعقود عمل لشركات خاصة؟
مشروع دعم العمالة الوطنية مشروع جيد أوجد فرص عمل لكثير من الشباب الكويتي وخلال فترة زمنية قصيرة، ولكن تبقى دائما المشكلة الأزلية في الكويت وهي إتقان العمل والاستمرار في تحقيق الأهداف المرجوة منه، وهو أمر ينطبق على معظم مشاريعنا الوطنية التي سرعان ما نراها تحيد عن مسارها ودورها المطلوب وتتحول القضية إلى مجرد شعارات وتصريحات يتشدق بها بعض المسؤولين بين الحين والآخر.
فأين المسؤولون من هؤلاء الشباب الذين يحملون شهادات جامعية ويتعرضون للطرد والتلاعب بمستقبلهم بكل بساطة وعلى مزاج أصحاب الشركات الخاصة؟ أين مجلس الأمة من سن تشريعات وقوانين تحميهم من هذا التعسف؟ كيف تقبلون أن يتعرض أبناؤكم لهذه المعاملة؟ وماذا تتوقعون من هؤلاء الشباب الغاضب وهم يرون أنفسهم عاجزين عن تخطيط حياتهم ومستقبلهم وبناء أسرة كغيرهم؟ ماذا تتوقعون أن تكون حياة شخص لا يعرف إن كان سيتقاضى راتبه في الشهر المقبل أم سينضم لقافلة العاطلين عن العمل؟
هذه مناشدة إلى وزير النفط م.محمد العليم للنظر في موضوع هؤلاء الشباب وإنصافهم من تعسف بعض الشركات الخاصة التي تتعاقد مع شركة البترول الوطنية، فلابد من وجود حل يحفظ لهم حقوقهم ويلزم الشركات بعدم الاستغناء عنهم بكل بساطة بعد أن يستغلوهم في الحصول على مناقصات ومشاريع من الحكومة.
ومناشدة إلى أعضاء مجلس الأمة والحكومة لبحث موضوع طرد الشباب الكويتيين من الشركات الخاصة بسبب ومن دون سبب، فهؤلاء أبناؤكم ومن غير المعقول أن يعاني الشباب الكويتي من البطالة في حين تمتلئ البلد بعمالة وافدة حتى وإن كان راتب الكويتي يعادل رواتب 10 وافدين، فهم أبناء البلد وأحق بالعمل من غيرهم مع احترامنا الشديد للجميع.