محمد الخالدي
لكم الله يا اهل غزة، فلا تنتظروا من حقير مثلي ان يفتح لجرحاكم بابا للدواء او الطعام، ولا تنتظروا من حقير مثلي ان يهتم لمعاناة عجائزكم وهم يرون ابناءهم يقطعون اوصالا امام ناظريهم، ولا تتأملوا من حقير مثلي ان يبالي لصرخات اطفالكم التي تذيب الحديد وتنحت الحجر، فمثلي ليس له قلب!
اعلم انكم تعانون ويلات الجوع والعطش والبرد القارص، اعلم ان اطفالكم يبكون الليل والنهار بقلوب روعتها قنابل الدمار الصهيونية، اشاهد كل لحظة منظر الآباء يبكون لموت اطفالهم بالجملة، اشاهدهم يجمعون اجزاء صغيرة من اجسادهم النحيلة المتناثرة مع الحطام، اشاهد اجساد نسائكم تحت الانقاض، اشاهد اطرافا مقطوعة ورؤوسا مسحوقة وعظاما مكسورة واسمع انينكم وبكاءكم واوجاعكم يعبر المدى، نعم هو منظر مرعب وليس في قاموس البشر من الكلمات ما يمكن ان يصف بشاعته وعمق احزانه وآلامه، ولكنني لا اهتم ولا ابالي ولا يهتز لي جفن لانني حقير!
ثم ان الرئيس بوش قال ان اسرائيل لم تفعل شيئا ولم ترتكب اي جرائم حرب ولم تفعل سوى الدفاع عن نفسها ضد العدوان الفلسطيني عليها، وانتم تعلمون يا اهل غزة ان كلام الرئيس بوش يشبه عندي كلام الرسل والانبياء وانني اصدقه بل واؤمن به دون تفكير، لماذا؟ قلت لكم لانني حقير الا تفهمون؟!
فيا اهل غزة، ارجوكم لا تزعجوني بمناظر الاطفال القتلى والدماء تغطيهم وهم بلا ارجل ولا ايدي، ولا تزعجوني بمناظر الامهات وهن يصرخن ويستجدين الرحمة، ولا تزعجوني بمناظر الآباء بوجوههم المفجوعة، يكفي ارجوكم فلم اعد استمتع بطــــعامي في المطعم الاميركي الفاخر ولا بقــــهوتي الامـــيركية الساخنة في ظل هذه المشاهد «المزعجة»، ولا تطلبوا مني ان اتوقف على اقل تقدير عن الشراء من تلك المطاعم الاميركية ذات «الوجبات السريعة» لانها تدعم عدوكم الصهيوني، فأنا اعلم جيدا ان اسرائيل تشتري السلاح الذي تقتلكم به من اموالي ولكني كما قلت لكم، لا ابالي ولا اهتم وانام قرير العين هادئ النفس، فأنا حقير وليس عندي ضمير يتألم!
يا اهل غزة، لا تطلبوا مني ان اتدخل لوقف سيل الصواريخ فوق رؤوسكم، فأنتم على ما يبدو لا تفهمون الكلام ولا تســــتوعبون دروس التــــاريخ، حــــذرتكم ان تنتــــهوا من حل المشـــكلة السياسية بين احـــزابكم اولا، فإلى ان اراكم تتــــعانقون فيما بينكم لن اتـــدخــــل حتــــى ولو سحقت الصواريخ الصهيونية كل اطفالكم ونسائكم وشيوخكم، فأنا لا اهتم ولا ابالي ولن يهتز لي جفن حتى لو غرقتكم بدماء شهدائكم، لن ابالي ولن اتحرك ولن اشعر بكم ولن اتوقف عن دعم قاتليكم، نعم لانني حقير!