محمد الخالدي
قالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون خلال لقائها قبل أيام مع رئيس الكيان الصهيوني المحتل شيمون بيريز، إن «أميركا ستدعم أي حكومة إسرائيلية قادمة»، كما قالت أيضا «سنعمل مع حكومة إسرائيل التي تمثل الإرادة الديموقراطية لشعب إسرائيل»، لا جديد في هذا الخطاب المنحاز بالتأكيد ونحن لا نلوم الأميركان على سياستهم الخارجية المنحازة دوما لإسرائيل فهذا اختيارهم، وإنما نلوم المؤيدين لهذه السياسة والمتعاطفين معها من أبناء جلدتنا مع الأسف الشديد.
نريد أن نفهم كيف سيتحقق السلام العادل الذي تتبناه الإدارة الأميركية الجديدة ـ وحتى القديمة من قبلها ـ في ظل هذا التناقض الصارخ؟! كيف نفهم دعم الإدارة الأميركية «لأي حكومة» إسرائيلية بما فيها من مجرمي حرب وقتلة نساء وأطفال بحجة أنها حكومة ديموقراطية تمثل إرادة الشعب الإسرائيلي وفي الوقت ذاته تحارب حماس والتي هي أيضا تمثل اختيار الشعب الفلسطيني وتدافع عن أرضها المغتصبة وهو حقها المشروع؟!
هذا السؤال وجهته لأكثر من مسؤول وأكاديمي أميركي ممن قابلتهم خلال زيارتهم للكويت وما أكثرها، وفي كل مرة لا أحصل على إجابة سوى التهرب بطريقة ديبلوماسية، وهذا مفهوم إذ بأي منطق يمكن أن يبرروا «الكذبة الكبرى» التي يرددها كل مسؤول أميركي حول دعم أميركا للقيم الديموقراطية في العالم؟! حماس جاءت بانتخاب ديموقراطي نزيه، والحكومة الإيرانية حكومة منتخبة بانتخابات نزيهة ومع ذلك فهي من أكثر الأنظمة التي تحارب في مقابل دعم الولايات المتحدة لأنظمة ديكتاتورية يعرف حتى الأطفال وهم في بطون أمهاتهم أنها تتولى السلطة إما بانقلاب دموي أو بالتزوير.
الحقيقة أن أميركا لا تدعم الديموقراطية ولا يهمها لا من قريب ولا من بعيد نشر مبادئها، وهي على استعداد لدعم «أي حكومة» إسرائيلية حتى لو كانت تضم أكبر مجرمي الحرب دموية وديكتاتورية في التاريخ لأنها لا تحترم إرادة الشعوب المسلمة ولا الشعوب العربية ولا تعترف باختياراتهم الديموقراطية ثم يستغربون بعد ذلك «كراهية» العرب والمسلمين لأميركا، فالمسألة يا سادة أكبر من «صمونة همبرغر» وأغنيتين في راديو «سوا»!