تطور الدول لا علاقة له بالزمن، فالدول القديمة ليست أكثر تطورا من الدول الحديثة.
الموارد الطبيعية أيضا ليست هي العامل الحاسم في تقدم الدول ورقيها، فكثير من الدول الصناعية الكبرى لا تملك أي موارد طبيعية (اليابان وسويسرا نموذجا)، وهناك دول كثيرة مليئة بالثروات وغنية بالموارد الطبيعية المتنوعة، ومع هذا ترزح تحت نير الجهل والتخلف ويعاني مواطنوها أشد صنوف الفقر والمعاناة، فالموارد بذاتها لا تصنع حضارة ولن تحسن حياة البشر إذا لم تستغل بصورة جيدة. ما الذي تبقى إذن؟ الإنسان بلا شك.
بالإمكان تطبيق هذا المعيار على جميع الدول قديما وحديثا، سنجد بوضوح أن الدول التي استثمرت في الإنسان جنت التقدم والسلام، بينما الدول المتخلفة التي تعج بالفوضى والدمار والجوع هي التي لا قيمة للإنسان فيها، إلا بوصفه أداة ترفع لافتة تمجد القائد والزعيم وتهتف بشعارات تشبع غرور السياسيين. نحن متخلفون لأن الإنسان في بلداننا بلا قيمة، ولا يمثل «محور التنمية» ولا «هدف التقدم» إلا على الورق والخطب الحماسية العابرة.
***
معظم النساء لا يميزن بين التربية والرعاية، التربية هي تزويد الطفل بقيم ومهارات وسلوك ومعتقدات وأفكار ومعلومات، هذا كله لا تقدمه الخادمة للطفل، فهي تقدم له الرعاية،من مأكل وملبس ونظافة وفسحة للنوم لا أكثر.
***
قد يصح اطلاق تسمية «المقيمين بصورة غير قانونية» على من دخل البلاد بطريقة غير شرعية قديما، لكن أن تطلق على جميع «البدون» بمن فيهم من ولدوا في الكويت ولم يخرجوا منها فهذا أمر يخالف المنطق والواقع، فهم لم يدخلوا البلاد بصورة غير شرعية، هم ولدوا في الكويت، في مستشفياتها، فكيف تكون إقامتهم فيها بصورة غير قانونية؟
***
لماذا نتمنى أن ترجع الأيام الجميلة، لماذا لا نتمنى أن تصبح أيامنا أجمل مثلا.. طالما أن القضية مجرد «تمن»؟!
***
تروي المصادر التاريخية «القديمة» أن هيرودوس الروماني ملك يهوذا أمر جنوده بذبح جميع الأطفال المولودين في بيت لحم في ذلك الوقت خوفا أن يكون من بينهم السيد المسيح الذي بشرت به نصوصهم الدينية، وذلك بعد «نبوءة» قدمها له جماعة من العرافين والسحرة قدموا من بلاد فارس، وأخبروه بأنهم رأوا نجما في الأفق الشرقي يشير لقرب ولادة النبي المنتظر.
تشير المصادر التاريخية «الحديثة» الى أن الصهاينة ارتكبوا أكبر المجازر وحشية وعنفا ضد المدنيين الأبرياء في غزة، وذلك بعد «مشورة» ومعلومات ودعم مالي واستخباراتي، قدمتها لهم جماعة «مجهولة»!
يذكر أن الفنان الهولندي بيتر روبنز رسم لوحة «مذبحة الأبرياء» عام 1612، تم بيعها لـ «مجهول» قبل سنوات بمبلغ 77 مليون دولار، مسجلة بذلك رابع أعلى مبلغ يتم دفعه لشراء لوحة فنية.
في «مذبحة الأبرياء» أبدع روبنز في تصوير بشاعة القتل الوحشي التي مارسها جنود هيرودوس ضد الأطفال، وسط بكاء الأمهات ومحاولاتهن البائسة حماية أطفالهن من سيوف الجنود. لوحة بغاية الدقة والروعة، أشبه بكتلة مضطربة من الدم ومشاعر الصدمة والذهول والألم والرعب والحزن والخوف التي تقذفها قذفا في وجه الناظر إليها.. وما أشبه اليوم بالبارحة.
[email protected]