رغم اننا نقول في كل صلاة يوميا «اللهم صل على محمد وعلى آل محمد..» ، ورغم عشرات الآيات والأحاديث التي تتحدث عن فضل أهل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم وفضل الصحابة الأخيار رضوان الله عليهم جميعا، إلا أن خطاب الكراهية الطائفي البغيض رسخ في أذهان بعض الحمقى والمتطرفين أوهاما وأفكارا خاطئة، جعلت بعض السنّة يتخوفون من ذكر فضل أهل البيت عليهم السلام ظنا منهم ان ذلك من شأن «الشيعة»، وجعلت بعض الشيعة يتخوفون من ذكر فضل الصحابة رضي الله عنهم جميعا ظنا بأن ذلك من شأن السنّة.
الله عز وجل رفع شأن أهل بيت الرسول عليه وعليهم السلام في كتابه الكريم، ورفع شأن الصحابة الأخيار ووعدهم بالجنة وأثنى عليهم.. من نحن لنقول بعد ذلك فيهم ونصنفهم ونعتبر هذا طاهرا وهذا جيدا وذاك سيئا وهذا يستحق اللعن وهذا في الجنة وذاك في النار.. من نحن؟!
****
لا أهل البيت الأطهار عليهم السلام ولا الصحابة الأخيار رضوان الله عليهم جميعا تابعون لأحد من هذه الطوائف والتقسيمات المتطرفة، كلنا شيعة بالمعنى الصحيح للكلمة، كلنا نشايع أهل البيت عليهم السلام ونحبهم، وكلنا سنة بالمعنى السليم للكلمة، نحب الرسول صلى الله عليه وسلم ونجتهد في اتباع سنته وطريقته في العبادة. آن الأوان أن يتجاوز المسلمون خطاب الفرز والتصنيف والكراهية، والذي بلغ حتى في الأسماء. ما الذي يمكن أن يحدث ليقنعنا بخطأ الطائفية وخطورة خطابها، ما الذي يمكن أن يفهمنا أن خطاب الكراهية الطائفي لا يمكن أن ينتج سوى هذه المذابح والقتل المتبادل؟!
****
لأصحاب المنابر.. انشروا خطاب المحبة وفضل أهل البيت عليهم السلام وفضل الصحابة رضوان الله عليهم جميعا إذا كنتم تريدون جيلا جديدا لا ينحر الرؤوس ويقطع الأوصال ويفتك حتى بالعجائز والأطفال، جيلا يحترم الحياة وينشر الإسلام بقوة الحجة والكلمة الطيبة. كونوا دعاة خير فإن كل قطرة دم تنزل من بريء بسبب خطاب العنف والكراهية يحمل وزرها المحرضون ودعاة القتل والانتقام. من تظنون وراء آلاف الشباب المنخرط في القتل والتعذيب والنحر بين المسلمين في باكستان واليمن والعراق وسورية ولبنان غيرها؟ لا أحسبكم تتهمون هوليوود!
[email protected]