محمد هلال الخالدي
بكثير من الفرحة والفخر نبارك للأشقاء في دولة الإمارات العربية نجاح إطلاق قمرها الصناعي الأول «دبي سات 1» ودخولها للتاريخ المشرق عبر بوابة الفضاء الواسع، وهي تجربة ليست غريبة على هذه الدولة التي تسير نحو الأمام بخطى ثابتة وواعدة في طريق بناء دولة حديثة تضاهي دول العالم المتقدم.
فقد استطاعت الإمارات الشقيقة أن تحقق ما عجز عنه الكثيرون وأولهم نحن الكويتيون الذين توقفت لدينا حركة التاريخ عند أعتاب الثمانينيات.
مشروع «دبي سات 1» وبحسب ما أعلن فريق العلماء المشرفين عليه في مؤسسة الإمارات للعلوم والتقنية المتقدمة، وهم بالمناسبة علماء ومهندسون إماراتيون يمثلون 30% من عدد العاملين في هذا المشروع الضخم، هذا المشروع يمثل شعلة نور وقفزة هائلة للمستقبل، فقد أعلن الفريق العامل عن نجاح عملية إطلاق أول قمر صناعي للاستشعار عن بعد يحمل علم واسم دولة الإمارات وقد تم تثبيته على مساره الصحيح في الفضاء لتبدأ بعدها مرحلة الاستفادة من هذا القمر، وأكدت المؤسسة أن المشروع يتكون من جزأين الأول «فضائي» ويشمل تصميم وتصنيع القمر الصناعي ووضعه في مساره في الفضاء وهي المرحلة التي تم الانتهاء منها، والجزء الثاني «أرضي» ويتكون من مركز مراقبة رحلات القمر الصناعي ومحطة استقبال المعلومات والصور ومعالجتها والاستفادة منها، أما ما يدعو للفخر والاعتزاز أكثر فهو أن هذا المشروع ما هو إلا مرحلة أولى كما أعلنت مؤسسة الإمارات للعلوم ستتبعها مرحلة ثانية يتم فيها استقطاب المزيد من طاقات الشباب الإماراتي الناجح وكذلك مرحلة ثالثة ستتمكن خلالها الإمارات من تصنيع القمر الصناعي بالكامل في الإمارات وبأيد إماراتية.
بوركت هذه الجهود والأيادي التي تبني لوطنها ولمجد شعبها، وبوركت هذه الأموال التي تستثمر لخدمة العلم والإنسانية ورفعة شأن هذا البلد الخليجي الصاعد.
أما نحن في الكويت فهنيئا لنا هذه الديموقراطية العرجاء العاجزة عن الفعل والانجاز، هنيئا لنا هذه البطولات «الكلامية» والمشاحنات السياسية العقيمة، هنيئا لنا هذا الكم الهائل والمتزايد من سراق المال العام الذين جعلونا نستحق دخول موسوعة غينيس كأكبر بلد يسرق من أهله، هنيئا لنا هذا الجمود والانقسام والتطاحن والصراع الطائفي والقبلي والعائلي، هنيئا لنا انقطاع الكهرباء عن المستشفيات والمنازل في دولة تصدر 2 مليون برميل من النفط يوميا، هنيئا لنا الحسد والفساد.
بقي ان نهمس لأشقائنا في الإمارات بكلمة أخيرة، ألف «مبروك» هذا النجاح الكبير وهذه الانجازات الحقيقية التي حولتم من خلالها الصحراء إلى مدن عصرية تعانق السماء بمبانيها وتسابق التاريخ بمشاريعها، وأبعد الله عنكم الحسد القاتل.