قرأت قبل أيام خبرا في «الأنباء» عن قرب افتتاح فرع للهيئة العامة للمعاقين في محافظة الجهراء، وياااااااه.. لا تتصورون السعادة الغامرة، أخيرا.. فكل الشكر للمسؤولين في الهيئة وشكر خاص وكبير للسيد محافظ الجهراء الفريق متقاعد فهد الأمير الذي بذل جهودا طيبة لتحقيق هذا الإنجاز الذي يعرف قيمته جيدا المعاقون وأولياء أمورهم، نظرا للمعاناة التي يكابدونها في مراجعاتهم لمركز الهيئة في حولي، ولذلك نتمنى أن يكون الفرع الجديد شاملا لجميع الخدمات بحيث لا يضطر المعاق أو ولي أمره إلى مراجعة المقر الرئيسي «علشان توقيع».
****
في كل عام نضطر إلى مراجعة عشرات المراكز الحكومية لجمع أوراق وبيانات مكررة لكنها «مطلوبة للملف»، بعضها من إدارات وهيئات تابعة لوزارة الشؤون نفسها التي تتبعها الهيئة العامة للمعاقين، ومازلت أحلم باليوم الذي تحدث فيه المعجزة وتتطور هذه المسألة لنتخلص من «سالفة الأوراق المطلوبة».
****
يطلق العلماء على عصرنا الحالي اسم عصر ثورة المعلومات، لأن الأمر يتعلق بنقل المعلومات والاستفادة منها بسرعة ودقة وسهولة.
لاحظوا.. في مكان آخر من هذا العالم يرسلون ويستقبلون كل ثانية معلومات وبيانات من مركبات غير مأهولة تبعد عن الأرض 60 مليون سنة ضوئية، ومع هذا تصل بدقة وسرعة.
ومؤخرا أعلنت الإمارات العربية الشقيقة أنها تخطط لإرسال أول مركبة فضائية للمريخ بحلول عام 2021م.
في الحقيقة، العلماء يتحدثون اليوم عن تجاوز ثورة المعلومات بكثير، فنحن نتحدث عن روبوتات بحجم رأس دبوس توجه عن بعد داخل جسم الإنسان لتفتيت خلايا سرطان، نتحدث عن أطفال صغار لديهم برمجيات وتطبيقات تباع في متجر آبل وغوغل بملايين الدولارات.. إننا في عصر يقول عنه العلماء بأن استخدام الفاكس من علامات التخلف، لذلك نحن على ثقة بقدرات الإنسان وذكائه، ونعتقد أن الاخوة في الهيئة العامة للمعاقين سيجدون طريقة حديثة تمكنهم من نقل المعلومات المتعلقة بإيواء المعاقين من كمبيوتر دار الرعاية التابع لوزارة الشؤون، إلى كمبيوتر الهيئة العامة للمعاقين، التابع أيضا لوزارة الشؤون.. وما ذلك على الله ببعيد.
****
تقلص الزمن حقيقة أثبتها آينشتين منذ 70 سنة، وحدثنا عنها رسولنا الكريم (ص) قبل 1400 سنة، والجميع يشعر بهذا ويدرك كيف يمر الوقت بسرعة، لذلك نأمل أن يعاد النظر في مسألة تجديد الملف و«الأوراق المطلوبة كل سنة»، لأن السنة أصبحت قصيرة فعلا والأمر أصبح مزعجا جدا مع ازدحام الطرق، استخدموا الكمبيوتر أرجوكم لجمع البيانات التي تحتاجونها من وزارات الدولة واعفوا المعاقين وذويهم من هذه المعاناة الإضافية، فالحق أن المعاقين في الكويت يحصلون على أفضل الحقوق والامتيازات بالعالم، لكنهم يعانون من تنفيذ المعاملات للحصول على هذه الحقوق بسبب الطريقة البدائية التي تنجز بها هذه المعاملات.
لدي طفلان معاقان وأعاني من هذه الأمور لدرجة أنني على وشك أن أصبح معاقا أنا الآخر من آلام الظهر والأكتاف، فليس من السهل حمل بنت معاقة عمرها 18 عاما أكثر من عشرين مرة كل يوم.
****
رغم صدور قانون يعطي من يرعى معاقا الحق في التقاعد بعد خدمة 20 سنة للذكور، ورغم أن خدمتي في وزارة التربية الآن 24 سنة، ومع هذا لا أستطيع التقاعد - رغم حاجتي فعلا - بسبب قصور في التشريع في كادر المعلمين سيحرمني وأمثالي من أولياء أمور المعاقين من مكافأة نهاية الخدمة، وقد قدمت تعديلا مقترحا لرئيس اللجنة التعليمية النائب د. عودة الرويعي الذي تبناه مشكورا ووعد بإنجازه، فنرجو منه سرعة الانتهاء من هذا الموضوع لإنهاء معاناتنا، والشكر موصول لأخي وزميلي العزيز حسين الرمضان الذي تكفل بإيصال صوتنا للنائب، فله دعاء المعاقين وذويهم.
[email protected]