محمد هلال الخالدي
أرسل لي شخص يدعى وليد المحب إيميلا يدعوني لقراءة مقاله الذي كتبه في جريدة «جريدتك الالكترونية» بعنوان «دور جديد لأجهزة الأمن الكويتية»، وقد لبيت الدعوة وقرأت مقاله فوجدته مليئا بالشماتة من الكويت وثروتها، ولا أعلم أي قلب أسود وأي مقدار من الحقد يحمله هذا الكاتب وغيره، وأي وجدان هذا الذي يسمح لهم بالشماتة والرقص على جراح الآخرين ومصائبهم، فبكل بساطة اختزل هذا الحاقد الموضوع بأنه بسبب الترف والغنى للمجتمع الكويتي الذي اعتبر أفراده يتزوجون لمجرد أنهم «أثرياء» وليس لديهم ما يفعلونه غير التمتع والاستهلاك، يقول الأخ العربي وليد «المحب» في مقاله حرفيا «وهذه المأساة تضع تحت الضوء مضار البحبوحة المادية التي تذهب ببعض المجتمعات إلى أقصى درجات الاستهلاك، وتجعل الإنسان خاويا من المشاعر فيصبح كل همه البحث عن مزيد من الملذات دون اعتبار لأحاسيس الآخرين بما فيهم أقرب الناس إليه، وهنا يحضرني قول الحكيم الهندي غاندي «سبع أشياء تدمر الإنسان» وذكر من بينها «الثروة بلا عمل».
شكرا للأخ العربي «المحب» هذه المشاعر الأخوية الصادقة، وهذا التعاطف الكبير الذي لا نستغربه من أمثالك، ولكن لتعلم أنت ومن على شاكلتك، بأن العريس الذي تتحدث عنه واعتبرته بجرة قلم «فاحش الثراء» ويسبح في بحر من أموال النفط هو مجرد مواطن بسيط عاطل عن العمل، يعيش في بيت على «قد الحال» وحاله كحال أغلب أهل الكويت الذين يعيشون على المعاش «اللي يا دوب يوصلهم لآخر الشهر»، فأرجو أن تكون أيها المحب قد «انبسطت» في الأيام القليلة الماضية و«استمتعت» بمشاهدة الكويتيين وهم يعيشون معاناتهم بموت هذا العدد الكبير من أهلهم حرقا، أتمنى أن تكون هذه الكارثة التي حلت ببلدك الثاني الكويت قد أعطتك ما تريد من نشوة التشمت والشعور بالفرح على مصائب «أثرياء» الكويت، ونحن لن نكون مثلك ومن هم على شاكلتك، فأيا تكن أيها الأخ العربي «المحب» فدعاؤنا لك ولجميع المسلمين والعرب بالصحة والسلامة والأمن في أوطانهم، وهذا ليس حديثا شاعريا أو شعارا للاستهلاك الإعلامي، فمواقف الكويتيين من قضايا إخوانهم المسلمين والعرب تعرفها بالتأكيد أكثر من غيرك، وإن لم تكن أحد ملايين المستفيدين من نفط الكويت وثروتها التي تتبجح في مقالك بالسخرية على مصيبة أهلها، فالتفت يمينك أو شمالك، وعندها سترى بالتأكيد شيئا من عوائد تلك الثروة وقد استفاد منها وطنك.
ما أبشع أن تسيطر مشاعر الحقد على الإنسان، فالحقد يعمي صاحبه عن الحق ويجعله مجرد شخص أرعن يختزل الحوادث المؤلمة في أسباب واهية، ويدفعه إلى الشماتة في مصائب الناس بكل وقاحة، فشتان ما بين موقف الكويتيين مما يجري لإخوانهم في الدول الإسلامية والعربية وما بين موقف صاحبنا «المحب» وأمثاله» ممن يضحكون اليوم على مصيبتنا بأهلنا مع يقيننا بأن هذا الموقف مجرد موقف شاذ لفئة شاذة!
[email protected]