محمد الخالدي
ما أكثر شكاوى الناس من بعض الخدمات والقرارات في وزارة الداخلية، ومع هذا لا نكاد نرى تفاعلا من إدارة العلاقات العامة والإعلام الأمني على ما يكتب في الصحف وكأنهم راضون عن حالة «التطنيش» المتعمد، فهل الجماعة لا يعرفون كيف يردون أم أن «الطناش» من فوق؟
قبل أيام كتبت رسالة إلى وزير الداخلية الشيخ جابر الخالد حول تذمر كثير من ضباط الداخلية وشعورهم بحالة من الإحباط واليأس بسبب تعطيل حركة التنقلات والترقيات منذ ما يزيد على عامين، ولم يعلق الأخوة في وزارة الداخلية على شيء وكأن مسألة وجود حالة من الإحباط واليأس بين صفوف بعض الضباط أمر بسيط وغير مهم. قبل أيام أيضا توجهت إلى أحد المخافر وسألت عن رئيس المخفر فقيل لي إنه غير موجود، سألت من كان ينوب عنه عن أوضاعهم في المخفر وعن قضية التنقلات والترقيات المجمدة تحديدا، فقال لي حرفيا «يا معود خلها على الله، الكل متضايق وتعبان نفسيا بس من تكلم ومن يسمع؟»، توجهت بعدها إلى إحدى إدارات الهجرة وسمعت هناك نفس التذمر والشعور باليأس، وهو أمر مشترك بين معظم إدارات وزارة الداخلية وضباطها سواء في المنافذ أو المرور أو الهجرة والجوازات أو أمن المطار وغيرها، الكل يشعر بالضيق والتعب ولا أحد لديه الرغبة في العمل والعطاء، فهل هذا ما يريده قياديو الداخلية؟ إننا نتوجه بهذه الرسالة إلى وزير الداخلية الشيخ جابر الخالد مرة أخرى، وإلى وكيل الوزارة الفريق أحمد الرجيب لعل وعسى أن تجد لديهما الاهتمام المطلوب، يا بونواف ويا بوطارق هل يرضيكما أن يصبح رجالكما بهذه الحالة من الإحباط وكره العمل، هل يرضيكما عدم إنصافهم وتشجيعهم، هل يرضيكما أن يصبح أمن الكويت عرضة للاستهتار بسبب مسألة إدارية بسيطة تعيد الحياة وروح الحماس لرجالكما؟ الأمر متروك لكما.
هناك مشكلة أخرى في نفس السياق تتعلق بمراكز الخدمة أبلغني عنها أحد الضباط قائلا إن الأمر خطير ولابد أن يعرف معالي الوزير والسيد وكيل الوزارة ما يجري فيها، فأغلب مراكز الخدمة الآن وبسبب نقص الضباط - وبسبب حالة الإحباط واليأس أيضا - تدار من قبل مدنيين وليس من قبل عسكريين برتبة ضابط كما يفترض، علما بأن مراكز الخدمة تضم عدة إدارات مثل المرور والهجرة والجنسية والجوازات وأي خلل فيها سيترتب عليه قضايا قانونية كبيرة، وهي بلا شك أمور أمنية تتطلب إدارتها من قبل ضباط عسكريين وليس موظفين مدنيين كما يحدث اليوم في أغلب مراكز الخدمة، فهل تنتظرون حدوث مشكلة حتى يتم التحرك أم تريدون أن يستمر الوضع على ما هو عليه من تهرب كثير من الموظفين وعدم التزامهم بساعات العمل وبالتالي تعطيل مصالح الناس. مرة ثانية وثالثة نناشد وزير الداخلية ووكيل الوزارة النظر إلى هذه الأمور وإنصاف الضباط حتى تنعم البلاد بالأمن ويرتاح الجميع. كما نتمنى من العقيد محمد الصبر الناطق الرسمي لوزارة الداخلية الاهتمام بشكاوى الناس والرد عليها حتى لا يقال إن الداخلية «مطنشة» ولا تهتم، أو ترد على ناس وناس.
[email protected]