محمد هلال الخالدي
ردا على مقالنا السابق بعنوان «الداخلية والإعلام الأمني» جاءني اتصال في نفس اليوم وفي الساعة الواحدة بعد منتصف الليل من الناطق الرسمي لوزارة الداخلية العقيد محمد الصبر حيث أزال الكثير من الغموض وأكد بكل صراحة حرصه واهتمامه الكبيرين على متابعة كل ما يكتب عن وزارة الداخلية، فله جزيل الشكر والتقدير ونسأل الله القدير في هذه الأيام المباركة أن يعينه على هذه المسؤولية الكبيرة، خاصة أنه من القياديين القلائل الذين يهتمون بتهيئة وتدريب جيل جديد من الضباط الشباب لتولي مسؤولية هذا القطاع المهم، وأعني إدارة الإعلام الأمني.
غير أن مشكلة تنقلات وترقيات ضباط الداخلية لاتزال تؤرق الكثيرين وبلا توضيح، ففي العام الماضي أصدر وزير الداخلية قرارا بتدوير بعض القيادات العسكرية على مستوى مدراء الإدارات، فاستبشر الضباط وخاصة من أصحاب الرتب المتوسطة والصغيرة خيرا من هذا القرار على أمل أن يصدر قرار آخر يتعلق بهم، ولكن لم يصدر مثل هذا القرار حتى الآن، ما جعل أغلب المناصب شاغرة في معظم إدارات وأقسام الداخلية المختلفة، ولا نفهم ما السبب وراء ترك هذا الفراغ الإداري كل هذا الوقت مع أنه لا يخدم أحدا على الإطلاق، فالمواطن متضرر من هذا الفراغ الإداري كون مصالحه متعطلة بسبب عدم وجود من يقوم بها، والضباط متضررون ومحبطون لأن عملهم وإخلاصهم وتفانيهم يقابل بهذا الجفاء والإهمال من قيادييهم، فلماذا إذن الاستمرار بهذا التجاهل وتأخير إنصاف الضباط؟!
نعلم أن وزير الداخلية الشيخ جابر الخالد حريص جدا على توفير مناخ عمل مناسب لرجاله الذين لم يخذلوه يوما، نعلم أيضا أنه بصدد إجراء العديد من التغييرات على مستوى قيادات الداخلية خاصة وهناك عدد كبير من القياديين ممن تقدموا للتقاعد، ومن الطبيعي أن يكون لدى معالي الوزير رؤية لإعادة ترتيب الأمور في وزارته، ولكن يا بونواف هذا الأمر يتعلق بكبار الضباط، فما علاقة أصحاب الرتب الصغيرة والمتوسطة بهذا الأمر؟ علما بأنهم من أكثر المتضررين من قضية تأخير حركة التنقلات والترقيات على كل حال. ما أعلمه جيدا أن كشوف الضباط المشمولين بحركة التنقلات والترقيات الجديدة تقبع في مكتب السيد وكيل وزارة الداخلية الفريق محمد الرجيب منذ فترة طويلة، ومن باب الأمانة أوجه هذه الرسالة إلى السيد وكيل الوزارة بوطارق وهي من عدد كبير من ضباط الداخلية المتضررين من مسألة تعطيل ترقياتهم وتنقلاتهم، وكلنا أمل بأن تنتهي هذه المعاناة ويتم إنصاف هؤلاء الضباط بمجرد أن يرفع هذه الكشوف إلى معالي الوزير ليعتمدها وتنتهي القصة.
شكرا مرة أخرى للأخ العقيد محمد الصبر على تفاعله واهتمامه وحرصه على الاتصال وتأكيد توجه وزير الداخلية الشيخ جابر الخالد لإنصاف كل رجاله الأوفياء وحرصه على إعطاء كل الضباط حقهم المشروع في الترقية والانتهاء من الهيكل التنظيمي الجديد والذي يعول عليه الكثيرون للدفع بتلك الجهود المخلصة نحو مزيد من العمل المخلص لحفظ الأمن في بلد الأمن.
[email protected]