محمد هلال الخالدي
تقبل الله طاعتكم وعيدكم مبارك، مضى شهر رمضان سريعا نسأل الله العلي القدير أن يتقبل من الجميع صالح الأعمال. في نفس هذه الأيام من العام الماضي كنت في لندن للعلاج، وفي أول أيام عيد الفطر خرجت من شقتي الصغيرة، أخذت أجوب شوارع لندن علني أجد من «أعايده ويعايدني» فلم أجد أحدا. ما أصعب الغربة عن الوطن وما أقسى الفراق عن الأحباب، كان الله في عون المغتربين أينما كانوا. في الأخير قمت بمعايدة «راعي البقالة» وعدت لشقتي الصغيرة ووحدتي.
قبل أيام وقع لي حادث بسيط مع شاحنة كبيرة، خرجنا من سياراتنا والجميع بخير ولله الحمد، مجرد خدوش بسيطة في السيارة. سائق الشاحنة الصعيدي كان في حالة غضب شديدة، أخذ يلومني لماذا لم أتوقف ولماذا لم أنتبه ويصرخ «طب أعمل إيييييه أنا دلوقتي؟»، قلت له «يا عم صبرك علي شوي، انت تعورت؟ قال: لااااااع، قلت: سيارتك جرالها حاجة؟ قال: برضو لاااااع، قلت: طيب انت حتخطط الحادث وتوزع الأخطاء بكيفك، هو انت خبير بالحوادث؟ قال: لاااااع، قلت طب استنى لمه تيجي الدورية ونشوف». جاءت الدورية وقام الشرطي بعمل تخطيط بسيط للحادث وأحالنا للمخفر، وفي المخفر عينك ما تشوف إلا النور، عشرات المصابين يجلسون في انتظار دورهم للدخول على المحقق، الدماء تغطي وجوههم والجبس يحيط بعظامهم من كل جانب، واضح أنهم قد خرجوا لتوهم من معركة حامية الوطيس، واضح أيضا أنهم استخدموا فيها «العجرات» والسكاكين والعقال. المهم انتظرنا دورنا ودخلنا على المحقق بعد ساعتين فقط لا غير، سألني المحقق كيف جرى الحادث، قلت له كيت وكيت، سأل الصعيدي هل هذا صحيح؟ قال: أيوه (أول مرة ما يقول لاااااع)، قال المحقق: انت غلطان (وأشار إلي)، قلت خير إن شاء الله، قال المحقق للصعيدي: تبي تسجل قضية؟ قال الصعيدي: لاااااااااع بس سيارتي فيها خدش من قوووودام، قال له المحقق: يعني تبي تسجل قضية؟ قال الصعيدي: لاااااع، خلاص مسامح وربنا كريم. خرجنا من المخفر وشكرت الصعيدي على تسامحه، قال لي وهو يبتسم: مش قووولت لك انت اللي غلطان أصل بالعقل كده لو أنا اللي غلطان كنت فرمتك فرم (قالها وهو يشير بحركة الفرم بيديه ويضحك هههه) قلت له: طب ليه بس تفرمني يا عم، هو أنا عملت لك حاجة؟ قال: لااااااااع مش قصدي، أقصد سيارتي كانت حتفرم سيارتك، أصل لما موآخزة سيارتك صغيرة قوي وسيارتي زي منته شايف. قلت له: أها.. عموما حوووصل خير، ومشكور مرة ثانية، ودلوقتي عاوز مني حاجة؟ قال: لااااااااااااااااع.
«كوهين الساعاتي» رجل بخيل.. يهودي كلاسيكي، توفي ولده في حادث أليم، فكتب نعيا صغيرا في إحدى الصحف البريطانية يقول فيه «ينعى كوهين ابنه الذي توفي في حادث أليم، ويذكر زبائنه بأن المحل مفتوح ومستمر في خدمتهم، ويعلن عن وصول دفعة جديدة من الساعات السويسرية الفاخرة» (حلل فلوس الإعلان وزيادة).
قال الرئيس القذافي للرئيس الفرنسي ساركوزي: انتو طلعتوا القمر لكن احنا راح نسبقكم ونطلع للشمس. ضحك الرئيس ساركوزي ورد عليه: ساعتها راح تحرقكم الشمس، قال الرئيس القذافي: لا احنا منتبهين للنقطة هذي، راح نروح بالليل مش بالنهار!
[email protected]