بوغ، مخاريط الصنوبر، الحزازيات، السراخس، سبله، متاع، سداة، متك، الميسم، هذه تعاريف بكتاب العلوم للصف الخامس الابتدائي فكيف يمكن لطفل بالتاسعة من عمره أن يحفظها؟ وصلتني هذه الرسالة من ولي أمر غاضب يقول إنه حاول تدريس ابنه الصغير مادة العلوم فصعق من كمية المصطلحات والمادة العلمية الغريبة المقررة على أطفال هذه المرحلة، مع أنه خريج جامعة ومعلم في وزارة التربية ومع ذلك لم يتمكن من فهم محتوى الكتاب المدرسي وبالتأكيد لم يتمكن من إيصال أي معلومة لابنه الصغير. اتصلت ببعض الزملاء المعلمين واستفسرت منهم عن مناهج العلوم الجديدة، فماذا تتوقعون ردهم؟ الجميع مستاء وفي حيرة ما بعدها حيرة من هذه المناهج الجديدة وما تحويه من «مخاريط»، فالمعلمون أنفسهم يشتكون من صعوبة المادة وصعوبة تدريسها فكيف سيكون حال الطلبة إذن؟
ولي أمر آخر طلب مني أن أكتب عن مناهج العلوم في المرحلة المتوسطة، فقلت له وهل فيها «مخاريط» هي الأخرى؟ ضحك وقال «شنو مخاريط؟» يقول صاحبنا ان مناهج العلوم في المتوسطة صعبة جدا وبصراحة بحثت عن معلم خصوصي ولم أجد أحدا يقبل بتدريس ابني كتاب العلوم، وأغلب المعلمين كانوا يقولون «ان التوجيه الفني نفسه مش فاهم حاجة من المناهج الجديدة فكيف تريد من المعلمين أن يفهموا». إذن كيف تريد وزارة التربية من الطلبة أن يفهموا أي حاجة من أي حاجة من هذه المخاريط الصنوبرية؟ ارحموا الناس يا جماعة فماذا تريدون من الطلبة، أن يصبحوا أرسطو واينشتين وماركس مثلا، كان الله في عون هذا الجيل «المعتر» الذي أصبح حقلا لتجارب بعض المسؤولين في وزارة التربية، أغلقت في وجوههم كل أبواب العلم النافع وفرص الدخول للجامعة الوحيدة والتي أصبح الدخول إليها أصعب من دخول... «والا بلاش.. أستغفر الله». هل يعقل أن تصل عدد المناهج المقررة على طلبة المرحلة المتوسطة 18 كتابا، آينشتين ونيوتن لم يدرسا 18 كتابا لا في المرحلة المتوسطة ولا الثانوية، كيف سيحمل الطالب المسكين في الصف السادس 18 كتابا على ظهره؟! سراخس وحزازيات ودوغ لطفل في التاسعة من عمره وتسمونه «تعليما»، أي تعليم هذا وأي عبث، إذا كنا لم نعرف «الأميبا» ذات الخلية الواحدة إلا في الصف الرابع الثانوي علمي، فكيف تقدمون لطفل في المرحلة الابتدائية سراخس ومخاريط وتتوقعون منهم أن يفلحوا.
[email protected]