عيدكم مبارك..
أمضى ليوناردو دافنشي ١٨ عاما في رسم لوحة «العشاء الأخير» في كنيسة مريم العذراء في ميلانو، والتي تظهر السيد المسيح جالسا مع حوارييه الاثنى عشر على مائدة الطعام.
شعر رئيس الكنيسة بأن دافنشي تأخر كثيرا في إنجاز العمل، فكتب له رسالة فيها الكثير من التعنيف واللوم القاسي..
رد عليه دافنشي: إنني أجتهد في البحث عن وجه قبيح يناسب وجه يهوذا الخائن لتكتمل اللوحة، وإذا لم تتأدب معي، فسأرسم وجهك مكانه.
فصمت رئيس الكنيسة للأبد).
****
في ألمانيا يسمون الواسطة «فيتامين بي».
قرأت قبل أيام تقريرا في دويتشه فيلله الألمانية يقول بأن ثلث التعيينات في الوظائف تتم عبر هذا الفيتامين، ذي المفعول السريع، وليس عبر الإعلانات الرسمية أو وكالة العمل المعتمدة.
إذا في ألمانيا ثلث، إذن كم في بلداننا؟!
****
يقول الأديب البريطاني جورج أورويل: «السياسيون في العالم كالقرود في الغابة، إذا تشاجروا أفسدوا الزرع، وإذا تصالحوا أكلوا المحصول».
****
أصبح للجهل علم خاص اسمه «علم الجهل» Agnotology، بدأ في التسعينيات من القرن الماضي على يد باحث أميركي اسمه روبرتبروكتر، والذي عرفه بأنه «العلم الذي يدرس صناعة الجهل بطرق علمية رصينة».. يا سلام، حتى جهلهم علمي ورصين، مو مثل جهلنا همجي وأهبل!
****
كان الأديب الفرنسي أندريه جيد يكره فيكتور هيغو ولا يطيقه، وذات مرة، سأله صحافي عن أعظم شعراء فرنسا، فأجاب: فيكتور هيغو مع الأسف.
****
بعد تحرير الكويت من الاحتلال العراقي عام 1991، ألقى عالم الاجتماع العراقي الكبير د.علي الوردي محاضرة صاعقة أمام حشد كبير من الجمهور في منتدى أمانة بغداد، فقبل أن يبدأ حديثه فوجئ بأمين بغداد يتقدم للمنصة ويضع جهاز تسجيل أمامه، فدار بينهما هذا الحوار:
الوردي: هاي ليش التسجيل؟
الأمين: السيد الريس يريد يسمع محاضرتك.
الوردي: لعاد خل يسمع.. وبدأ بنقد لاذع للحكومة، ومما قاله: احنا مو فئران تجارب تدخلونا كل يوم بتجربة جديدة، وبعدين هاي شنو معنى انكم تستحدثون وظيفة «شرطة الأخلاق»؟ بالله عليكم، هم الشرطة عندهم أخلاق أصلا؟! لكن ما يليق بهذا الشعب «...» إلا حكومة «...» مثل هاي.
يومها، أطلق الجمهور على المحاضرة اسم «قنبلة الوردي الانتحارية»، لكن الغريب، أنه لم يسجن ولم يتعرض له أحد.
****
كتب الشاعر العراقي الجميل كامل العامري:
جاوبني تدري الوقت، بوقاته سكتاوي
موش انت نبعة عشق، وبالحسن متغاوي
ليش المعاتب كلف، والشوق سكتاوي
چا وين أودي الحچي.. وأتعاتب ويا من؟!
****
من بين المضحكات المبكيات في ليبيا زمن القذافي ما يرويه عبدالرحمن شلقم في كتابه «أشخاص حول القذافي» عن هوس العقيد بالأسماء، فكان يطلب أي شخص باسم معين ليعينه سفيرا في بلد ما يحمل فيها الرئيس نفس الاسم، فعين مثلا رجلا أميا لا يقرأ ولا يكتب اسمه معاوية الصويعي سفيرا في موريتانيا لمجرد أن اسم الرئيس فيها معاوية ولد الطايع.
وعين شخصا يحمل شهادة ابتدائية اسمه رمضان بشير سفيرا في السودان ليطابق اسم الرئيس عمر البشير، وبالصدفة في اجتماع إحدى اللجان الشعبية سمع بشخص اسمه محمد بيت المال، فقرر تعيينه وزيرا للمالية، بل وأمر بتغيير اسم الوزارة من وزارة المالية إلى «بيت المال»!
أما الأغرب، فتم اختيار شخص اسمه الزناتي وآخر اسمه أبوزيد كأعضاء في المؤتمر الشعبي، فأمر القذافي بالبحث عن أي سيدة ليبية اسمها «الجازية» ليعينها معهم، فقط لتكتمل الثلاثية المشهورة في الملحمة البدوية «تغريبة بني هلال» التي أبطالها الزناتي وأبوزيد والجازية.. وبلا مؤهلات بلا كلام فاضي!
[email protected]