قبل أيام كنت في قطر في ضيافة الأخ حمد النعيمي لحضور حفل زفاف ابنه راشد، وهذه كانت الزيارة الرابعة للدوحة خلال شهرين، زرت فيها تقريبا أهم المعالم الحضارية، وفي كل مرة كنت أتجول مع الصديق العزيز جاسم النعيمي الذي حرص على أن يجعلني أشاهد قطر بكل ما فيها، من قديم وجديد، ولا يمكن لأي زائر يعرف القليل عن قطر، إلا أن يصاب بالدهشة والاعجاب لما تحقق فيها من نهضة حضارية على مستوى بناء الحجر والبشر.
في قطر ترى الجميع ملتزمين بقواعد المرور وكأنك في بلد أوروبي متقدم، وفي المجمعات التجارية لا يمكن أن ترى الاستهتار والتحرش السخيف الذي تشاهده في كثير من البلدان.
أما عن العمران فحدث ولا حرج، ستدهش منذ دخولك صالة مطار حمد الدولي، واجهة البلد، ويا لها من واجهة جميلة.. باختصار، قطر اليوم دولة متقدمة ومتحضرة وشعبها طيب وكريم، فتحيّة لصانع نهضتها الحديثة سمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وللشيخة موزة المسند التي يجد بصمتها الحضارية الواضحة كل من يزور قطر، ولصاحب السمو الأمير الشيخ تميم بن حمد، الذي وعد شعبه بحياة كريمة حين قال: «أبشروا بالعز والخير»، فلا غرابة أن يبادله هذا الشعب الكريم الحب والولاء.. ودامت أفراحكم وأعيادكم.
***
قبل أن أغادر الدوحة، أعطتني الوالدة الغالية أم جاسم النعيمي قصيدتين أهدتهما للكويت الحبيبة ولصاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، لتعبر من خلالهما عما يكنه شعب قطر للكويت ولأميرها من محبة وتقدير لا يوصف.
فكل الشكر للشاعرة القطرية أم جاسم النعيمي ولأهلنا في قطر هذه المشاعر الصادقة. تقول أم جاسم:
سلامي على ديرة هل العز والنوماس
ديرة صباح اللي من العيب محشومة
كويت المجد نرفع بها الطايلة والراس
وراياتها بيضا وبالعز مختومة
وفي ظل شيخ شامخ بالكرم له ساس
يسعى بفعل الخير ما كلت عزومه
سيف على العدوان تاج زهى بالماس
صباح المجد تفخر مساعيه محتومة
شيخ حكيم الراي معروف بين الناس
معرب من الجدين من خال وعمومه
لا سكر حدوده ولا حط له حراس
عزيز علوم الشين ما هي من سلومه
يعل العدو يفداه فوق الأرض ينداس
يذوق القهر ويهان ويشقق هدومه
وصلوا على النبي المختار ما ذعذع النسناس
وعد المطر لي من تهاطل من غيومه
***
وفي قصيدتها الثانية تقول:
سلامي يا الكويت ومني تحيات
عد الحصى واعداد رمل الزبارة
وانتوا ذرى وانتوا سند كل حزات
والمدح فيكم والغلا مب خسارة
هذي قطر تلبس من العز رايات
في عز حاكمها راعي الوقارة
أهل قطر أهل السخى والمروات
كم ساعدوا محتاج وعمروا داره
[email protected]