تشرفت بحضور محاضرات وورش العمل في مؤتمر الجودة الشاملة في التعليم الذي أقامته وزارة التربية قبل أيام، واستفدت كثيرا من هذا المؤتمر الرائع حيث ضم عددا كبيرا من خبراء التربية من دول عربية وأجنبية لهم باع طويل وخبرة كبيرة في مجال التربية لمناقشة احدى النظريات الجديدة المطروحة في مجال التربية والتعليم، وهي مأخوذة من دراسات علم الإدارة بعد تطبيقها في مجال الصناعة والتجارة وأثبتت نجاحها وفاعليتها، وهذا أمر ليس بجديد فقد سبق أن استعان التربويون بكثير من النظريات المطبقة في هذه المجالات مثل «العصف الذهني» وغيرها وأثبتت نجاحها وإمكانية تطبيقها في حقل التعليم.
فكرة «الجودة الشاملة» منطقية جدا، فأي نظام يحتوي على ثلاثة أجزاء هي المدخلات، العمليات، المخرجات، وفي السابق كانت عمليات التطوير أو الإصلاح التي تستهدف النظم تتم بصورة جزئية، أي تتناول أحد أجزاء النظام أو عناصره الداخلية بمعزل عن بقية الأجزاء الأخرى، الأمر الذي كان ينتج عنه فشل تلك العمليات الإصلاحية بسبب تعارضها مع بقية الأجزاء أحيانا أو لعدم مواكبة بقية الأجزاء للتطوير الحاصل في ذلك الجزء، من هنا جاءت فكرة «الجودة الشاملة» والتي تقول بوجوب شمول عمليات التطوير والإصلاح «كل» أجزاء النظام وعناصره في وقت واحد وبصورة منسجمة لضمان نجاح عملية التطوير. ولدينا في وزارة التربية تجربة حديثة تثبت صحة هذه الفكرة إذ ان كل عمليات التطوير والإصلاح التي تمت على نظامنا التعليمي تمت بصورة جزئية وبشكل مفصول عن بقية الأجزاء، ومنها مثلا عمليات تطوير المناهج الدراسية دون الأخذ بعين الاعتبار عملية تطوير وتنمية مهارات المعلمين الذين سيقومون بتدريس هذه المناهج الجديدة، والنتيجة فشل كامل وشكوى من المعلمين قبل الطلبة.
مؤتمر الجودة الشاملة في التعليم كان ناجحا بكل المقاييس، من حيث اختيار المواضيع والشخصيات والتوقيت، فكل الشكر والتقدير لكل من وقف خلف هذا النجاح، وأخص بالشكر الأستاذة مريم الوتيد ود.سعود الحربي على جهودهما وحرصهما على التواجد طوال فترة المؤتمر لتوفير متطلبات النجاح. وكل ما نتمناه أن تجد توصيات هذا المؤتمر طريقها للتطبيق حتى يتحقق التطوير والإصلاح الحقيقي في نظامنا التعليمي الذي عانى الكثير من التخبط والقرارات الفردية والمزاجية.
[email protected]