عندما نرى اعوجاجا في شتى إدارات الدولة فمن واجبنا كصحافيين أن نسلط الضوء على ذلك لعل وعسى أن يفيق مسؤولونا من سباتهم العميق، وتكون هناك ردة فعل لإصلاح هذا الاعوجاج والإهمال والتسيب الذي أصبح سمة لكل إدارات الدولة، وبالتالي من الضروري أن يدرك كل مسؤول أن كل ما نكتبه ونثيره ليس من باب الشخصانية بل من باب الإرشاد عن الأخطاء التي تشوب عمل بعض الإدارات الخدمية التابعة لهم خصوصا ما نراه اليوم من فوضى عارمة واستهتار غير طبيعي في بعض مراكز الخدمة في وزارة الداخلية تلك المراكز التي أنشئت لخدمة المواطن وتقليل الضغط على الإدارات الرئيسية وللتخلص من البيروقراطية التي هي نهج اغلب إدارات الدولة ولكن، مع الأسف، ما نشاهده الآن من فوضى في بعض مراكز الخدمة بفضل بعض موظفيها يجعلنا ندرك أن الرقابة على هذه المراكز شبه معدومة، فغالبية الموظفين لا يكترثون لمبدأ النظام واحترام الدور وأرقام الانتظار فما بين رقم مراجع وآخر ينجز الموظف عشرات المعاملات لأصدقائه ومعارفه دون النظر للأرقام وعدد المراجعين الذين ينتظرون أدوارهم لإنجاز معاملاتهم، ضاربا بهم عرض الحائط على مرأى ومسمع مشرفي المراكز دون الاكتراث لانزعاج المراجعين خاصة كبار السن من هذه الفوضى وهذا الاستهتار، لو كانت هناك رقابة على مدى التزام الموظفين في تأدية واجباتهم ولو كان هناك تطبيق لسياسة الثواب والعقاب لما حدث اعوجاج في أعمال تلك الإدارات إلى درجة أن بعض الموظفين يتسلم المعاملات من الأقارب والأصدقاء من الديوانية مساء لينجزها صباحا دون حضور صاحب العلاقة.
[email protected]