عبر اتصال هاتفي من جمهورية لبنان الشقيقة لتلفزيون الراي اعلن الشاعر خالد المريخي عن تنازله عن الجنسية الكويتية، ومما لاشك فيه أن تنازل هذا الشاعر عن جنسيته الكويتية من عدمه ليس محل اهتمام لدي شخصيا ولدى الكثير من ابناء الشعب الكويتي فهو شأن خاص به وبالتالي من الطبيعي ان يكون القرار الذي اتخذه المريخي ليس ذات أهمية لكي يكون مادة نتناولها في مقالنا هذا، وما دفعنا لكتابة هذا المقال هو الإساءة البالغة التي خرجت من لسان هذا الشاعر بحق الكويت قيادة وشعبا فهو يقول للقيادة السياسية الكويتية كما يزعم «لقد بلغ السيل الزبى.. والجنسية الكويتية ليست بها إغراءات والحصول عليها ليس صك غفران تمنحك حق دخول الجنة» وأنا أقول: نعم يا خالد لقد أصبت فيما قلت، الجنسية الكويتية لن تدخلك الجنة كما تزعم ولكنها ستوفر لك حياة كريمة قلما تجدها في شتى بقاع الأرض وأنت خير من يدرك هذا الأمر كونك حصلت على الجنسية الكويتية لمدة سبع سنوات.
ويقول ان «القيادة السياسية تضيق الخناق على المواطنين»، وأنا أقول لك أين التضييق الذي تتحدث عنه ونحن نملك مساحة من الحرية لا تفقهها كونك حديث التجنيس؟! فالحرية في الكويت تجعلنا ننتقد من نشاء من وزراء ونواب ومسؤولين دون خوف أو هلع وليس هناك زوار ليل لأي ناشط سياسي او كاتب صحافي.
ودليلي وبرهاني على ذلك هو محاولاتك اليائسة في احدى الصحف لبناء اسم لك كشاعر معارض كالشاعر الكبير حمود البغيلي والشاعر وضاح (نشمي المهنا) فهل تعرض احد لطريقك أو منعك من نقد الحكومة والمسؤولين في شعرك..؟ صحيح أنك لم تستمر طويلا، لأنك فشلت فشلا ذريعا في هذا الخط، ولكن على الأقل أنت جربت هذا الخط( الشعر السياسي الذي كان أكبر من حجمك بكثير) أعتقد أنك رأيت كيف أن النقد في الكويت مباح وفق ما هو متاح دستوريا فكيف تأتي اليوم لتتجنى على القيادة السياسية وتقول انها تضيق الخناق على المواطنين.
ومن أغرب ما قلته يالمريخي جملة «عندي الكثير لأفصح به ولكن احتراما وتقديرا إلى الشيخ احمد الفهد لأن له جميلا علي وله قدر كبير عندي لا أريد الإسهاب في الكلام، لأنني لو فعلت سأضطر للبوح بكلام ما ودي أقوله».. الله اكبر وهل لديك إساءة للكويت وقيادتها السياسية ابلغ من كل تلك الإساءات التي خرجت من لسانك لكي تحتفظ بشيء احتراما للشيخ احمد الفهد..؟ هل الكويت ليس لها جميل في بطنك طول هذه السنوات؟ وهل نسيت الكويت التي ربتك في طفولتك ورعتك في شبابك وعلمتك إلى أن كبرت وانطلقت من خلالها للعالم العربي كشاعر حقق شهرة لا بأس بها حتى انطفأت عنك قبل 10 سنوات وعدت نكرة لا يكاد يعرفك حتى جيرانك؟
إن كنت لا تريد الجنسية الكويتية وليس بها ما يغريك فلماذا اذن نظمت الأشعار تلو الأشعار وأقمت الولائم لنواب دائرتك لكي تكسب ودهم للتوسط لك للحصول على الجنسية الكويتية؟، ولكن يبدو أن السؤال لا يحتاج لإجابة، فالإجابة واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار لاعترافك صراحة بحملك جنسية أخرى غير الجنسية الكويتية، لذلك عملت بالمثل الذي يقول «بيدي لا بيد عمرو» خوفا من سحبها طواعية وتريد من هذا «الاستعراض» أن توصل رسالة محبة وولاء ليس للكويت التي رعتك وأكرمتك بل إلى أصحاب الهبات والعطايا التي تقتات على عطاياهم وهباتهم لتصرفها على إقامتك في بيروت عبر قصائدك البائسة أو بالأصح قصائد الطرارة التي أصبحت تجيدها وتعتاش منها، وثق تماما يا خالد بأنني الذي لدي الكثير لأفصح به ولكن أخلاقي ككويتي لا تسمح لي بالإسهاب في الكلام والبوح بما اعرف فأعتذر عن ازدرائك للقيادة السياسية واذكر فضل هذه الارض الطيبة وشعبها عليك بدلا من أن تطعنهم في نكران الجميل.
عامة يقول المثل: وش حدك يا مسمار قال المطرقة..!
[email protected]