لا يختلف اثنان في الكويت على قدرات نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية ووزير الإسكان ووزير التنمية الشيخ أحمد الفهد، فهو شخص لا يعرف اليأس إليه طريقا، ويملك من القدرة ما يجعله يتغلب على جميع المعضلات التي ورثها من خلال حمله لملف التنمية على كتفيه، إذ ان التركة التي ورثها الفهد من الحكومات السابقة ضخمة ومعقدة والسير فيها قدما ليس بالأمر السهل، بل إنه كالسير في حقل مليء بالألغام.
من متطلبات إنجاح الخطة أن يكون الفهد متيقظا جدا للفريق المشارك في تنفيذها وتسليط الكشاف على أعمال هذا الفريق وإبلاغهم بأن سياسة الثواب والعقاب هي التي ستسود. فما نقلته «الأنباء» قبل أيام عن توجيه إنذارات ولوم لوكلاء مساعدين في العديد من وزارات الدولة لتقاعسهم في إنجاز ما هو مطلوب منهم في تنفيذ الخطة دليل على ضرورة اقصائهم عن مناصبهم في هذه الفترة ليحل محلهم من هم قادرون على الإنجاز. ومما لا شك فيه أن الكل في الكويت يدرك تماما كم هو حجم الجهل الإداري ومدى التخلف عند بعض قيادات الدولة الذين لا يفقهون في الإدارة والتنمية فضلا عن وجود كم هائل من التجاوزات إدارية ومالية صارخة سجلها ديوان المحاسبة بحق هؤلاء القياديين في اغلب وزارات الدولة، فقيادات كهذه لا يمكنها إعمار محافظة فكيف لها إعمار بلد؟ لذلك يجب على الفهد أن يحاسب ويستبعد كل قيادي متقاعس في أداء عمله لكي يثبت لنا امتلاكه للعصا مثلما يملك الجزرة.
نقطة أخيرة: لا يساورني أدنى شك في اجتهاد الفهد لإنجاز خطة التنمية على أكمل وجه ولكن استمرار القيادات الفاشلة على كراسيها (وهذا ما نخشاه) حتما سيصب في خانة الفشل، فلا تنس يا شيخ أنك في فلك لا يمكن أن يكون هادئا أبدا.
[email protected]