الرئيس السابق محمد حسني مبارك، أكتب لك هذا المقال بعد أن سمعت مرارا البيان الذي تلاه نائبك اللواء عمر سليمان معلنا تنحيك عن رئاسة الجمهورية، ذلك البيان الذي رسم كل معاني الحزن على وجوه محبيك.
أبا علاء، أعلم يقينا أنك لم تتخذ هذا القرار إلا حقنا لدماء أبنائك المصريين وحرصا منك على أمن واستقرار معشوقتك مصر.. مصر التي حاربت لأجل ترابها، مصر التي بحنكتك وديبلوماسيتك جعلتها البلد الوحيد الذي ليس له أعداء.
أبا علاء، أكتب لك مقالا تتناثر منه أحرف صادقة من قلب صادق محب فبالرغم من كل الهتافات التي انطلقت ضدك والأقاويل التي نسمعها عنك في الفضائيات العربية والعالمية تبقى في نظر الكويتيين حليفا وصديقا على مدى عقود من الزمن كنت لنا خلالها خير معين، حين غدر بنا جار الشمال وهتك أرضنا ويتم أبناءنا وشتت شملنا وحين تخلى عنا أغلب الدول التي كنا نراها سندا لنا. احتويت أنت الكويتيين على أرضك بصدر رحب دون أن نشعر بالغربة فكانت مصر قيادة وشعبا هي الصدر الحاني للكثير من أبناء الشعب الكويتي.
أبا علاء، لن تنسى الكويت يوما إرسالك جيش مصر للدفاع عن أراضيها ولن يمسح من ذاكرتها وقوفك في وجه المقبور صدام حسين أمام العالم بأسره ولن يغيب عن مسامعها صرخاتك المدوية بوجه طاغية العصر بأن يرحل من الكويت في وقت صمت فيه الكثير صمت القبور.
إنني ككويتي تعلمت الوفاء ورد الجميل يعز علي رحيلك بهذا الشكل، فأنت في عين الكويت وقلبها تبقى مرفوع الرأس شامخا شموخ الأهرام.. شكرا لك يا مبارك.. شكرا من وطن لا ينسى المعروف.
نقطة أخيرة: عندما عرض الرئيس مبارك على المعارضة الحوار مع نائبه للخروج من هذه الأزمة رفضت المعارضة الحوار قبل أن يفوض نائبه في جميع صلاحياته، وبعدما قبل هذا الطلب وفوض نائبه في جميع صلاحياته رفضت المعارضة هذا التفويض وأصرت على رحيله.. وهذا يثير الاستفهام عن مآربها.
[email protected]