في شبه الجزيرة العربية كان لكل قوم حكيم يذهب له كل صاحب حق ومظلوم ليستنجد به لإرجاع حقه ورفع الظلم عنه فإذا احتار احد الحكماء او تردد في اتخاذ القرار المناسب يقول له المقربون منه «المستشارون» بعد يقينهم بضرورة إصدار قراره بأسرع وقت «خلصها باللي هي به» اي اتخذ القرار المناسب في اسرع وقت دون تردد.
ما نعيشه اليوم أزمة دستورية لم نعشها من قبل فحكم المحكمة الدستورية ببطلان إجراءات مرسوم حل مجلس 2009 وعدم دستورية الـ 5 دوائر ذات الـ 4 أصوات التي عززت القبلية والطائفية أصبح أمرا واقعاً يجب التعامل معه بشكل دستوري بحت بعيدا عن الصراخ والتهديد والعناد، اليوم نحن جميعا نريد الخروج من هذا المأزق الدستوري المعقد بطريقة دستورية تحصن المجلس القادم من أي طعون كي لا نرجع مرة أخرى للوضع غير الدستوري الحالي.
أنا على يقين تام ان سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك يريد ان يعبر بحكومته هذا المأزق الدستوري من خلال أمرين، الأول تمكين حكومته من أداء القسم الدستوري امام المجلس «مجلس 2009» وهذا ما لا يريده النواب، وثبت من خلال تخاذلهم من الحضور للجلسة الماضية لتمكين الحكومة من القسم، والأمر الثاني يكمن في تعديل الدوائر الحالية لتحصينها من اي شبهة دستورية ترجعنا لهذا المأزق مرة أخرى.
سمو الرئيس كثرت المطالبات وكل فريق يبحث عن مصلحته الانتخابية ولذلك اتمنى من سموك اللجوء الى المحكمة الدستورية بأسرع وقت ممكن للخروج من ما نحن فيه من مأزق بشكل دستوري فالكويت تنتظر منك قراراً حاسماً كما عهدناك في قضايا سابقة، سمو الرئيس بيدك الحل والقرار المناسب.. خلصها باللي هي به.
نقطة أخيرة: أدرك تماما صدق نوايا سمو الرئيس وحرصه على الخروج من ما نحن فيه من ازمة في أسرع وقت وما أدركه أكثر أن هناك من «أبناء عمومته» وبعض الساسة من يتمنون استمرار الوضع كما هو عليه الآن.
[email protected]