ردت جامعة الكويت على ما نشر في هذه الزاوية تحت عنوان «جامعة الكويت مقبرة المواهب» يوم 8 مايو الجاري حيث أوردت العلاقات العامة للجامعة عددا من النقاط جاءت كما يلي:
٭ أولا: جامعة الكويت لا تألو جهدا في خدمة ودعم جميع الأنشطة الطلابية بالجامعة وتقدم لها الدعم المادي والمعنوي في حدود الإمكانات المتاحة ضمن الميزانية المقررة لأنشطة العمادة، وفي هذا السياق تم تقديم الدعم الكامل لمشاركة أبنائنا طلبة جامعة الكويت الموهوبين مسرحيا مع مشرفي القسم للمشاركة في المهرجان المسرحي الثاني لجامعات ومؤسسات التعليم العالي بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والذي تم تنظيمه بجامعة البحرين في الفترة خلال شهر نوفمبر 2010، كما تمت المشاركة في الأسبوع الثقافي لجامعات ومؤسسات التعليم العالي بدول المجلس.
٭ ثانيا: الديكورات التي تم استخدامها في العرض المذكور تم شراؤها بالكامل من ميزانية الجامعة ضمن الميزانية المخصصة لأنشطة عمادة شؤون الطلبة فضلا عن ذلك وان كان لم يتم الإعلان عن المسرحية بالصحف إلا أنه تم عمل الدعاية اللازمة للنشاط داخل الحرم الجامعي من خلال بوسترات وبنرات عن العرض المسرحي عن طريق ادارة الانشطة الثقافية والفنية بعمادة شؤون الطلبة ووزعت على مواقع الجامعة المختلفة عن طريق الإدارة.
٭ ثالثا: اهتداء بسياسة الجامعة فإن عمادة شؤون الطلبة تسعى دائما لدعم الموهوبين ورعايتهم وفي سبيل ذلك تم ادراج مشروع لتشجيع الابداع الفني والأدبي ونشر الثقافة في المجتمع ضمن الخطة التنموية لبرنامج عمل الحكومة وأدرج المشروع بالفعل للعام المالي الحالي 2011/2012.
٭ رابعا: عن موضوع مكافأة الطلبة فالموضوع مرتبط بتطبيق اللوائح والنظم الجامعية التي تنظم مكافآت الطلبة بالجامعة، حيث يحصل الطلبة على المكافأة الاجتماعية أو غيرها من المكافآت المقررة لهم وفقا لشروط كل منها.
٭ وأخيرا فجدير بالذكر في هذا المقام ان نستوضح أن جامعة الكويت ممثلة بعمادة شؤون الطلبة والادارات التابعة لها تقوم بتقديم الكثير من الدعم والرعاية للأنشطة الطلابية محليا وخليجيا وعربيا وعالميا، وفي الختام تثمن عمادة شؤون الطلبة وتقدر موقف الدكتور كاتب المقال واهتمامه بالقضايا الطلابية.
أشكر جامعة الكويت على تفاعلها مع مقالنا، هذا وأود التنبيه في بداية تعقيبي على «توضيح» جامعة الكويت المنشور هنا، إلى أن هذا «التوضيح» ليس توضيحا على الإطلاق بل هو «مسخ» لحقائق واضحة.
٭ أولا: يبدو أن تكرار عبارة «نعمل وفق القواعد والأنظمة واللوائح الجامعية» أكثر من 3 مرات في هذا «التوضيح» القصير، هو ما يثير خشية القارئ له لأول وهلة، فهي وإن تكررت بهذا القدر فإنها تولد لدينا انطباعا بمعرفة بل واعتراف ضمني بمواطن القصور. وسؤالنا هو: إن لم تكن هذه اللوائح منصفة، كما تقرون ضمنيا، في رعاية الطلبة الموهوبين فلم لم يتم العمل على تعديلها؟ هل، من ناحية أخرى، تنص اللوائح تلك على محدودية ضيقة لرعايتهم؟ لا يسعني من منطلق «مشاهدتي» لما يجري في الواقع إلا أن أقول: يبدو الأمر كذلك.
٭ ثانيا: الديكورات التي تم استخدامها في العرض المذكور، وعلى عكس ما يقول به هذا الرد «التوضيحي» المسخ، لم تدفع فيه عمادة شؤون الطلبة دينارا واحدا. وباستطاعتي أن أثبت ذلك إذا ما استدعت الضرورة. أما بخصوص الإعلان عن المسرحية: فعمادة شؤون الطلبة لم تنشر إعلانا واحدا مدفوعا في الصحف، ولا هي أرسلت خبرا واحدا «فري» أي «بلاش بدون فلوس» لأي صحيفة حول أنشطة مبدعيها كي تظهرهم إعلاميا كنوع من التشجيع، أما بخصوص حديث العمادة عن بنرات وبوسترات تتخلل أروقة الجامعة كدعوة لحضور المسرحية، فمرة أخرى نجد أنفسنا أمام مسخ آخر للحقائق: لم تدفع عمادة شؤون الطلبة دينارا واحدا. أعلم ذلك علم اليقين لسبب بسيط: لدي «فاتورة»، فمن دفع لهذه البوسترات هم الطلبة أنفسهم.
٭ ثالثا: بخصوص مكافآت الطلبة، فإنني أذكر بما كتبت سابقا، وهو أن هؤلاء المبدعين قد قاموا بعملهم وهم لا ينتظرون أجرا أو مقابلا سوى أن يستمتع الحضور بما قدموا. ولكن العمادة، مشكورة، لم تدع أيا من مسؤولي الجامعة للحضور، لسبب بسيط هو عدم حضور مسؤوليها أنفسهم لهذه الأنشطة الإبداعية أقول ان هؤلاء المبدعين لم يكونوا لينتظروا جزاء أو شكورا بطرق مادية من المسؤولين عن رعايتهم، لقد كان جل همهم ألا يتم استنزافهم ماديا عن طريق التزامهم بأن يدفعوا من أموالهم الخاصة هنا وهناك من أجل أمور تدخل في صميم عمل العمادة.
فقط في مثل هذه الحالات يستطيع موظف إداري أن يقتل مبدعا مازال في مرحلة اكتشاف أولي لإبداعه، وذلك بقول سمج ظاهره وباطنه تملؤه العفونة: «الموضوع مرتبط بتطبيق اللوائح والنظم». تلك هي الحالة الفريدة التي يتحول فيها «الحضن» الذي يرعى الموهبة إلى «قبر» لها.
[email protected]