Note: English translation is not 100% accurate
الأم المثالية
الأربعاء
2007/2/21
المصدر : الانباء
نجاح في عملية تلخيص الموضوع
حدث خطأ، الرجاء اعادة المحاولة
لا يوجد نتائج في عملية تلخيص الموضوع
بقلم : محمد يوسف
محمد يوسف
منذ أيام صرحت الشيخة فريحة الأحمد رئيسة اللجنة العليا لمسابقة «الأم المثالية» بعزمها تخصيص جائزة خاصة بها على مستوى الوطن العربي وجائزة أخرى للأم الوافدة في الكويت بدءا من العام المقبل.
والحق ان هذه الخطوة المزدوجة تمثل تطورا نوعيا في النشاط المحمود لهذه اللجنة المهمة ورئيستها الشيخة فريحة الأحمد، فمسابقة للأم المثالية على مستوى الوطن العربي من شأنها ان تدعم الجهود الاجتماعية التي تبذلها جهات إصلاحية في مختلف الأقطار العربية سواء الحكومية كوزارات الشؤون الاجتماعية أو الأهلية كبعض مؤسسات المجتمع المدني في مجال تكريم الأم التي تمثل لدى كل الشعوب والأمم قيمة سامية، يضاف اليها لدينا نحن العرب والمسلمين ان الجنة تحت أقدام الأمهات، بينما تكثر النصوص التي تبجل الأم وتعلي من شأنها.
واذا كانت اللجنة العليا لمسابقة «الأم المثالية» تبحث عن الوسائل المناسبة لتكريم الأمهات الكويتيات جميعا ممثلات في الأم التي تنطبق عليها شروط الاختيار، فهي تجعل من هذا التكريم السنوي عيدا للشموع البشرية التي تعاني وتسهر ـ وتحترق ـ من أجل اخراج جيل يحمل راية الوطن ويحرس مستقبله.
حيث ينتبه الجميع الى الدور المحوري الذي تلعبه الأم الكويتية في أسرتها، كما يجب ان تتخذ جميع الأمهات من قصة كفاح الأم المكرمة مثلا يحتذى وقدوة توضع نصب الأعين، حتى يتذكر الجميع رجالا ونساء ما يتعين على الأم فعله تجاه أسرتها، خصوصا في عصر كثرت فيه المشاغل ووسائل الإلهاء، مما يغري بعض الأمهات بالتخلي ـ جزئيا أو كليا ـ عن دورهن المقدس في صنع الأجيال وبناء الوطن، من خلال ما أودعه الخالق سبحانه فيهن من قدرة فائقة على العطاء، وتحمل المشاق من أجل الأبناء الذين هم في نهاية المطاف مستقبل الوطن.
لذا فإن هناك دورا توعويا ـ الى جانب الدور التكريمي ـ للأمهات، حتى يضطلعن بمسؤولياتهن تجاه أسرهن وأبنائهن، وهو دور لا يقل أهمية عن التكريم.
لكن الجديد الذي أعلنت عنه الشيخة فريحة الأحمد، وهو تخصيص جائزتين للأم المثالية العربية والأم الوافدة، هو خطوة تستحق الشكر والثناء، فمسابقة الأم المثالية العربية تعزز قيمة المرأة في مجتمعها العربي بلا استثناء، خصوصا ان هناك آلافا من الأمهات في أرجاء الوطن العربي يضربن أروع الأمثلة في الكفاح من أجل دعم أبنائهن وأسرهن، ومثل هذه المسابقة «العربية ـ الكويتية» ستجعل الكويت في عيون العرب جميعا وتعزز صورتها كمجتمع يحض على التماسك الأسري والحياة القويمة انطلاقا من عقيدتنا الإسلامية السمحة التي تجعل من الأسرة مصنعا للأجيال، ولبنة قوية في بناء المجتمع. وتبقى اللفتة الذكية المتعلقة بالأم المثالية الوافدة، وهي لفتة تنبع أهميتها من مناصرتها لدور النساء الوافدات اللاتي يحتضن أسرهن في الكويت بعيدا عن أوطانهن الأصلية، بما يضفيه هذا الأمر من مشقة اضافية تتحملها الأم بالدرجة الأولى.
كما ان ذكاءها الذي يستحق التقدير يتأتى من برهنتها على ان الكويت لا تغض النظر عن الأسر الوافدة التي تعيش على أرضها، بل انها تحترمها وتضعها في عينيها وقلبها، باعتبارها شريكة «اجتماعية» جديرة بالتقدير والتكريم، لأن الكويتيين منذ سنوات طويلة، يتعاملون مع وافديهم معاملتهم لأهل الدار، وتجيء هذه اللفتة التكريمية للأم الوافدة في هذا الإطار اعترافا بحقوقها، وإشعارا لها بأنها تعيش في بلدها الثاني الكويت، أرض المحبة والسلام.
اقرأ أيضاً