محمد يوسف
مخطئ من يعتقد ان العمل الخيري الكويتي نشأ بعد الطفرة الاقتصادية التي شهـدتها الكويت في سـتينيات وسـبعـينيات القرن الماضي، فـالعمل الخـيري متأصل في نفوس ابناء الكويت وقـلوبهم، اذ ورث الابناء عن الاجداد هذه الصفة الانسـانية، حـتى صارت عـملا مـؤسسـيا تقـوم على رعايتـه مجـموعـة من المؤسسات الخيرية الرائدة في العـالم العربي والاسلامي، وتعمل من خلال نظم ولوائح وقوانين، تحكم عملها وترسم سياستها وتضع خططها.
ومما ادى الى نجاح هذه المؤسسات واستمرارها هو هذا الدعم اللامحدود من المحسنين والخيرين الكويتيين ـ البسطاء والاغنياء ـ متحدين كل الظروف، ومن ثم بات التبرع لانشاء المشاريع الخيرية تقليـدا لدى المحسنين، وقد عبر كثيرون منهم ـ غير مرة ـ انـه كلما تبرعوا واخرجوا صدقـاتهم وزكواتهم زادت اموالهم وتنامت وصدق رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) «ما نقص مال من صدقة».
ومن شـدة حب الكويتـيين للعمـل الخيـري باتوا يبـحثـون عنه، وتتـجلى الصورة اليومية لهذا الحب في رؤيتنا وسماعنا ان رجـلا كفل يتيما او حفر بئرا او شيـد مسجدا او رعى مـركزا لتحـفيظ القرآن او بنى مـركزا طبيا وغـير ذلك، وليس عمل الخير مقصورا على الرجال فقط بل النساء ايضا.
والشعب الكويتي الـكريم بسجيتـه يعرف قيـمة هذا العمل، ومـا كان له من فضل بعـد فضل الله في حفظ الكويت ونجـاة اهلها من مصـارع السوء واندثار الاحتـلال الغاشم عن ترابهـا والدور الذي قام به اهل الكويت الخـيرون حـيال العديد من الشعـوب من خلال المشروعات الانسانية للفـقراء والمحتاجين وبناء دور العبادة وكفالة الايتام ومساعـدة الدول الفقيرة ونتيجة لعطاء اهل الكويت وقف العالم كله مـعنا اثناء محنة الاحتـلال الصدامي يؤازرنا ويساعـدنا حتى ازاح الله سبحانه الغمة ونال المقبـور صدام جزاءه على جرائمه تجاه الانسانية وتجاه شعبه وتجاه الكويت.
وما فعلتـه الكويت من خير وما ستـفعله تحت رعاية قائد المسـيرة صاحب السـمو الاميـر الشيخ صـباح الاحـمد، الذي دائمـا يرسخ قيم العطـاء والاخوة ومـساعـدة المحتـاجين وتفريج الكربات، وهـذا ما لمسناه في المنحـة الاميـرية ومعـالجة هموم الناس وسـعيه الدءوب تجـاه حل قضـايا الشعوب العـربية والعمل على استقرارها وخاصة استقرار العراق، لهو وثيق الصلة بالخير الذي توطن في اهل الكويت وفي نفس الامة الاسلاميـة تماشيا مع قول المصطفى ( صلى الله عليه وسلم ) «الخير في وفي امتى الى يوم الدين».
واخيرا اتمنى ان تحذو دول العالم حذو الكويت في انشاء المشاريع الخيرية في كل مكان ومسـاعدة المحتـاجين وتفريج كرباتهم والمسـاهمة في بناء الدول والعمل على استـقرارها، وندعو للكويت أن تستمر في هذا العـمل الخيري تحت قيادة الخير صاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد.