محمد يوسف
حظي التشكيـل الوزاري بعد فتـرة ترقب بثقة صـاحب السمو الأمـير الشيخ صبـاح الأحمد، وإننا إذ نبارك لسمـو رئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد والأخوة الوزراء على هذه الثقة الغالية فإننا نضع أمامهم تطلعات صاحب السمو الأمير بجعل الكويت مركزا ماليا واقتصاديا، والانتقال بها إلى مصاف الدول المتـقدمة.
كما نضع أمامهم آمـال ورغبات المواطنين في حيـاة تخلو من التـعقيـد والأزمات، والسـبيل الأول لتـحقـيق ذلك يأتي بتطبـيق القـانون على الجـمـيع والقضـاء على الفـسـاد بشـتى ألوانه، ومعالجة الـقضايا العالقة التي يتسـبب استمرارها بتأزيم عدد كـبير من المواطنين.
وعلى الرغم من أن بعض الأصوات تعالت ورأت أن فـترة اخـتيـار الوزراء قد طـالت حتى خرجـت الحكومة إلى النور، فـإن سمو الـشيخ ناصر المحمـد لم يلتفت إلى هذه الأصوات، لأن المرحلة المقـبلة، كما يرى الكثيرون منـا، تحتاج إلى وزراء أكفاء يتـمتعون بسـعة الأفق والقدرة على الإنجاز والتطوير، ووضع الخطط الهـادفـة والكفـيلة بتـحقـيق طموحـاتنا جمـيعـا.
وإذا كان البـعض يرى أن الحكومة الجـديدة هي حكومة تكتلات، فلابد أن نلقي بهـذه النظرة جانبا، وعلينا أن ننظر إلى المواطنة والكفاءة في المقام الأول، وان نحكم على الحكومـة وفق معايير الإصلاح والإنجاز.
وعلى مجلسـنا الموقر أن يبادر بالتـعاون مع الحكومـة الجديدة، وان يسرع بفـتح صفـحة جديدة عنوانهـا «الإنجاز والتنمـية والاستـقرار»، ولكي يتـحقـق ذلك لابد من استـخـدام الأدوات الدستـورية في مكانهـا، والابتعاد عن التصعيد والتربص والتـصيد، فالهدف الأسمى للجميع هو الكويت، وبالتـعـاون ومـد اليد وغض الـنظر عن الصـغائر في سـبـيل الوصـول إلى الهـدف المنشـود سنحلق ببـلادنا عـاليـا متـجـاوزين كل التـحديات المحـيطة بنا، خاصـة أن منطقة الشـرق الأوسط مسـرح دائم ورئيسي في الملعـب السياسي الدولي، وعلينا أن نعـيد للكويت مكانتـها الريادية في هذا المسرح المتوتر دائما.
ولا شك أن الجميـع على يقين من أن فتح صفحـة جديدة بين السلطتين والعمل كفـريق واحد، ووضع المصلحة العليا للبلاد فوق كل اعـتبار، هي الأدوات التي سـتوصلنا إلى النتـائج المرجوة، والشـعب الكويتي ينتظر خطوات جادة نحـو التطوير في شتى المجالات الاقتـصادية والتعليـمية والصحـية والإسكانية والأمنيـة، وهذا التطوير ليس مسـؤولية الوزراء فقط، ولكنه مسؤولية الجميع، فهل نتعاون للوصول إلى ذلك؟