لن أقارن بين الكويت وأقطار خليجية أخرى، وأسأل أين كنا وأين كانوا؟ وكيف كنا وكيف كانوا؟ لأن هذه المقارنة ليست في صالح الكويت، التقدم الذي حققته بلدان خليجية شقيقة انطلق من خطوات جادة لإيجاد بدائل للدخل العام بخلاف النفط ورغم ان هذه الإجراءات ليست ابتكارا وإنما انطلقت من دراسات وأبحاث تحتم تنويع مصادر الدخل فانفتحت هذه الدول ورحبت بالمستثمرين من جميع بقاع العالم وقدمت تسهيلات للدخول والاطلاع على بنيتها التحية وفرص الاستثمار وأبدت اهتماما بالجانب السياحي والذي اصبح يشكل دخلا ضخما ومصدرا مهما جدا يفوق مدخول النفط، اما نحن فتفرغ مسؤولو الدولة بشكل عام والمسؤولون في وزارة الداخلية بالتفنن وتصعيب دخول المستثمرين ورجال الأعمال، ووضعت قوائم لبلدان يسمح بدخول رعاياها وأخرى دخول رعاياها من المستحيلات، وفي مقابل هذه الإجراءات البيروقراطية والتي امتدت لعقود سمحت الداخلية بدخول مئات الآلاف من العمالة الهامشية التي شكلت عبئا على الدولة ومصدرا لاستنزاف الدخل وتحويل المليارات من الدنانير الى خارج الكويت، واعتقد ان الحكومة ليست مسؤولة فحسب عن هذا الانغلاق ولكن هناك تجار كبار ساهموا في ذلك انطلاقا في احتكار كل شيء وإدراكا منهم ان مستثمرين آخرين غير مقبول لاحتمالية منافستهم وهذا من المحرمات، هذه الأوضاع استمرت على حالها حتى طرح صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، حفظه الله، رؤيته لتحويل الكويت الى مركز مالي وتجاري، وكان لزاما على الداخلية ان تنفذ الرغبة السامية وانتبهت الى ان هناك رعايا من دول أوروبية وآسيوية لا تفكر في المطلق الحضور للعمل ففتحت المجال لخمسين دولة بأن يدخل رعاياها دون تأشيرة مسبقة، قبل ايام فقط اجازت الداخلية للفنادق والشركات الكبرى استصدار اذونات وتأشيرات دخول بشكل الكتروني دون الإجراءات المعقدة، مشكلة الكويت ان المسؤولين في كوكب منعزل ولا يعلمون عن قصد او دون قصد ان الدخل من السياحة يمكن ان يفوق الدخل من النفط فهناك رؤوس أموال لديها القدرة على اقامة مشاريع سياحية عملاقة لا تقل عن تلك المقامة في دول مجاورة وهناك شقق فندقية كثير منها لمستثمرين كويتيين بالمئات وفي الغالب من الشباب ووجود السياح لا يجعلها شبه مهجورة كما هو الحال حاليا، وبالتالي ما نأمله هو التوسع في تمكين دخول المستثمرين والسياح وان توضع ضوابط لا تحدد جنسية من يدخل بل تحدد ماذا سيفعل الزائر وكم سينفق في اقامته ونزهته ولا بأس من تمكين ملاك البنايات الفندقية ومعاملتهم مثل معاملة الفنادق ودعمهم.
[email protected]