استغربت من تصريحات رئيس لجنة المفاعل النووي واعضائها التابعة لمجلس الامة لدراسة انشاء مفاعل نووي سلمي للطاقة في الكويت.
ألم يسمع ويقرأ الاخوة في اللجنة ما صرح به رؤساء الدول الاوروبية بخصوص ايقاف العمل على بناء مفاعلات نووية سلمية في بلادهم ومنهم رئيسة وزراء المانيا وكذلك رئيس الوزراء الايطالي وباقي رؤساء الدول الاوروبية معلنين عدم السماح بترميم وتحديث المفاعلات النووية الفاعلة عندهم، والالتفات الى ايجاد الطاقة البديلة الصديقة للبيئة، أليست هذه التصريحات كافية بالنظر الى عدم التفكير في حتى دراسة ا نشاء مفاعلات نووية سلمية؟
يوجد في العالم حوالي 443 مفاعلا نوويا واكثرها توجد في اميركا وبنسبة 15% في اوروبا، والدولة الوحيدة حاليا التي تتجه لتفعيل وانشاء مفاعلات نووية هي الصين فقط والله اعلم بنواياها.
ألم يخطر ببال اللجنة المخاطر الناجمة عن اصابة المفاعل النووي بأضرار وتسرب الاشعاع النووي على الشعب الكويتي والبيئة ودول الخليج خاصة؟ وهل لديهم علم بما حدث قبل 25 عاما في مفاعل تشرنوبل والحوادث التي حصلت للافراد والبيئة والدول المجاورة بعد تسرب الاشعاعات النووية لهذا المفاعل حتى الآن؟
وفي لقاء مع المسؤولين عن هذا المفاعل، ادلى المسؤول بأن هناك بعض انبعاثات تسجل يوميا لديهم وانهم بصدد ازالة المصنع بأكمله، وتقوم شركة اسبانية الآن بعمل واستحداث غطاء حديدي غير قابل لتسريب الاشعاعات من طبقتين للحديد الصلب وتغطية المصنع بأكمله لازالة المعدات القديمة في هذا المصنع، وبعد 25 عاما من كارثة التسرب، وتكلفته هذا الغطاء الحديدي الملايين من الدولارات.
نستذكر الحادثة الاليمة حاليا لليابان عندما ضربتها الزلازل الواحد تلو الآخر وما ألم بالشعب الياباني من خسائر في الارواح والمنازل والمصانع وغيرها من المباني وما حدث من تسرب للاشعاعات النووية من انفجار مفاعل فوكوشيما النووي السلمي.
والكل يعلم حرص الحكومة اليابانية على الفحص الدوري للمفاعل سابقا من قبل وكالة الطاقة النووية التابعة للامم المتحدة وحرصهم على اخذ الاحتياطات اللازمة والتقنيات الحديثة في بناء وسلامة هذا المفاعل، لكن القدر والكوارث الطبيعية البيئية هذه اقوى من قدرات وتحمل البشر والمباني اذا قدر الله ما شاء فعل.
ان جميع هذه الدول التي لديها مفاعل نووي سلمي تبحث الآن عن البديل لانتاج الطاقة البديلة الصديقة للبيئة.
نحن في الكويت والحمد لله لدينا الطاقة الشمسية على مدار العام وباستطاعتنا استغلال هذه الطاقة الصديقة للبيئة، والرياح التي تنتج منها الطاقة ايضا موجودة لدينا في هذه المنطقة من العالم، فلماذا لا نستفيد من هذه الطاقة الآمنة والصديقة بدلا بناء مفاعل نووي، اذ لا قدر الله قد يتسبب مستقبلا في كارثة بشرية وبيئية والتاريخ والاحداث خير دليل على ذلك.
ان المقدرات البيئية في دولتنا الحبيبة ولله الحمد متوافرة اكثر منها في اي دولة اخرى، فلماذا لا نستغل هذه القدرات التي وهبنا الله تعالى اياها لانتاج الطاقة والاعتماد عليها بدلا من النفط والمفاعلات النووية ولدينا من المتخصصين في هذا المجال من الكويتيين والكويتيات الذين باستطاعتهم مساعدة الحكومة للعمل في مجال الطاقة البديلة الصديقة للبيئة.. همسة لمن يهمه الامر.