مازال الشعب الكويتي يشاهد المسرحيات التي يقوم بها بعض اعضاء مجلس الأمة منذ عدة أعوام، ولكن في هذا الفصل التشريعي تغيرت الأدوار، المعارضون سابقا اصبحوا مدافعين عن الحكومة، والموالون لها سابقا اصبحوا مستجوبين لها.
هل هذا ما كان يتطلع إليه الناخبون عند اختيارهم لمرشحيهم لعضوية مجلس الأمة؟ قد يكون البعض كان يريد هذا لغاية في انفسهم أو لأجنداتهم الخاصة بهم وبأحزابهم كي لا يقوم المجلس وأعضاؤه بالدور المنوط بهم حسب الدستور وهو التشريع ومراقبته والإشراف لتنفيذ المشاريع التي تقوم البلاد إلى التطور من جديد ومواكبة ركب التقدم التنموي والتعليمي والأمني والاجتماعي كمثيلاتها من الدول المجاورة والصديقة.
كل الناخبين اغرتهم الندوات والاطروحات التي قدمها المرشحون اثناء حملاتهم الانتخابية وهو المحافظة على المال العام والتنمية والاهتمام بالمواطن الكويتي وتلبية احتياجاته العامة من حيث تطوير المرافق الصحية والعلمية والمحافظة على امنه وامن افراد عائلته وتنمية الدولة والاهتمام بالإصلاح ومحاسبة المقصرين من وزارات الدولة وهيئاتها ومؤسساتها.
الآن وقد برزت الأغلبية التي تصبغ برامجها بالإصلاح والتنمية ومحاسبة سرقة المال العام والحفاظ عليه. أين هي من كل هذا؟!
لقد بدأوا باجتماعاتهم الخاصة دون الأقلية النيابية والذين لا يوافقونهم على أجنداتهم.
وبدأوا بوضع وطرح أفكارهم الخاصة أو أفكار من ينتمون اليهم من تكتل أو احزاب والتي لم تدرج على جداولهم الانتخابية الا للبعض من المقربين لديهم.
وأصبح المستجوبون في المسرحية الجديدة هم الأقلية النيابية الموالين سابقا للحكومة، والمدافعين عن الاستجوابات وأصبح البعض من الأغلبية النيابية هم المتحدثين ضد الاستجواب، الكل في وطننا الحبيب يعرف الدور السياسي الذي يقوم به الأخوة النواب وكيفية تغليب مصالحهم الشخصية والحزبية على مصلحة الوطن والمواطنين.
السؤال الى متى تستمر هذه المسرحيات تحت قبة عبدالله السالم؟ ومتى يتجه الاخوة النواب الى النظر في كيفية تخطي هذا التمثيل والنظر إلى مصلحة الوطن والمواطنين والوقوف إلى جانب وطنهم وأفراد الشعب الكويتي والمطالبة بتشريع القوانين التي تفيد تقدم الكويت وتعم الفائدة على المواطن والمقيم على أرض الكويت الحبيبة.
رفقا أيها الإخوة الأعضاء بعقول الكويتيين ـ حتى الأطفال صاروا يعرفون الأدوار التي كنتم تقومون بها ومازلتم في مسرحياتكم، واعملوا كما يعمل البعض من الاخوة الاعضاء بجد للارتقاء بالكويت وذلك بتوفير احتياجات المواطنين عامة لكي يقوم المواطن باحترام وتقدير مواقفكم اتجاه الوطن والمواطنين.