يقول الشاعر:
إليا من الصديق شح علينا بماله
ذكرناه فيما مضى من جمايله
يشير هذا البيت من الشعر إلى معان كثيرة منها: الوفاء والتسامح والاعتراف بالفضل والمحافظة على المكتسبات وغيرها.
مشكلتنا اليوم أننا نراوح إلى الآن حول المثل العسكري الذي يقول: «الخير يخص.. والشر يعم»، وهنا نجد به عدم إنصاف ومخالفة لقول الحق سبحانه وتعالى (ولا تزروا وازرة وزر أخرى) وقوله جل وعلا (كل نفس بما كسبت رهينة).
كانت الكويت- بفضل الله ومنته- ولا تزال رائدة العمل الخيري.. كما تميزت بالوسطية والاعتدال فكرا ومنهاجا، يشهد لها القاصي دون الداني والبعيد قبل القريب.. ففضل الكويت الذي هو من فضل الله عليها وصل مشارق الأرض ومغاربها، من أدغال أفريقيا إلى قمم الهملايا، ومن سهول الهند والسند إلى ضفاف الأمازون وأطراف تشيلي.. هذا الخير وهذه الميزة ليس من السهل أن يمحوها عمل شخص مخطئا كان أو مصيبا حتى لو كان من أهلها، فلابد أن نقول للمخطئ أخطأت ونحاسبه.. وللمصيب أصبت فنشكره ونجازيه خيرا.. ولا تقودنا في ذلك تغريدات بعض الحاقدين المغرضة التي تنخر في حب أهل الكويت للخير والسلام.
ان تجفيف روافد العمل الخيري والإنساني في الكويت بأي وسيلة كانت ما هو إلا فقدان لتاريخ كويتي عريق في حب هذا العمل بدأ بالأجداد ثم بالآباء حتى وصلنا متأصلا في قلوبنا، علما بأن هذه الروافد تعمل بأسلوب حضاري وإنساني وفق كل القوانين واللوائح الشرعية والسياسية.. بل ويضرب بها المثل في ذلك كما الكويت قدوة العاملين في هذا المجال في المنطقة بشكل عام ودول الخليج بوجه خاص.
ندائي إلى العقلاء في بلدي الحبيب حكاما كانوا أو أفرادا: الله الله بالمحافظة على هذا الخير.. فقد حفظ الله به الكويت من مصارع السوء حتى أصبح السد المنيع والحصن الآمن الذي يصد عنها شرور الغزاة وأحقاد الطغاة.
[email protected]