لقد فقدت الأمة الإسلامية والأمة العربية فارسا عظيما وقائدا مقدادا هو خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، لذا فإننا نعزي والعالم معنا هذا الرجل الذي عرفناه بإنجازاته بعد مماته.. كنا نعرفه كملك للمملكة العربية السعودية الشقيقة وقائد عربي فذ.. إلا أن إنجازاته التي لم نسمع عنها من قبل تفوق ما يقوم به القائد في فترة محدودة قضاها في الحكم.. إنشاء 30 جامعة وابتعاث أكثر من 200 ألف طالب علم للدراسة بالخارج، وتأسيس الهيئات والمؤسسات في مجالات مختلفة تخدم الشعب السعودي والأمة الإسلامية، إضافة إلى ما تم إنشاؤه من وسائل ونظم تساهم في تسهيل مناسك الحج والعمرة.. كقطار المشاعر وتوسعة المسجد الحرام والمسجد النبوي وشق الطرق وتنظيم العمل فيها بما يخدم ضيوف الرحمن.. وهذا ما شعر به الحجاج والمعتمرون عند زيارتهم للمشاعر المقدسة.
إن الإنسان يقاس بما قدم.. فإذا اقترن العمل الصالح وإن كان مباحا بنية صادقة وإخلاص نقي لا تشوبه شائبة دون رياء أو سمعة أصبح ذلك عبادة يتقبلها الله بقبول حسن.. وإذا علم ان حسناته في الدنيا زادت عن سيئاته فإنه من العدالة أن يصنف من أهل الخير.. وقد ضرب لنا الفقيد مثلا عظيما بعد رحيله حينما علم الناس بكل هذه الإنجازات التي عم خيرها الإسلام والمسلمين، إنما يحذونا لنستفيد من هذه السيرة العطرة والمنهل العظيم الذي يعمل على مدار الوقت لا يعلمه إلا الله ورفقاء الدرب.
لعلها بشائر خير إن شاء الله.. حينما يعلم الناس بالعطاءات والإنجازات بعد الرحيل.. فنسأل الله العلي القدير أن يتغمد الفقيد برحمته ويسكنه فسيح جناته ويجعله مع الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.