بعض الناس يعتبر مفهوم الوسطية في الإسلام سلعة يبيع ويشتري بها المفكرون، والبعض الآخر يرى أن الوسطية فهم جديد على الدين بلورته الحضارة المعاصرة وروجته وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة واستغله ضعاف النفوس الذين يريدون مخرجا للتعامل الذليل مع الآخر.
وهناك من يعترف بالوسطية كمفهوم إسلامي أقره القرآن الكريم وأثبتته السنة الشريفة، لكنه ولشيء في نفس يعقوب غلب عليه الحسد والحقد من حاملي لواء هذا المفهوم فأصر على أن يطمس معالمه ويقلل أهميته بحجة أن الخوض فيه من التكلف.. مع أن لسان حاله يقول: الإسلام دين الوسطية والاعتدال.
الوسطية ليست غاية بل وسيلة يتصف بها المسلم ليعطي بها انطباعا عن اعتداله في عبادته وأخلاقه وسلوكه وتعامله مع الآخرين ليصبح قدوة يدعو الى الله على بصيرة، ويثبت للعالمين أن الإسلام يربي المسلم في جميع شؤون حياته على السماحة والاعتدال، ويؤكد لهم أن ما يقوم به بعض المنتمين إلى الإسلام خلاف ذلك إنما هو من إغواءات النفس والشياطين لا تقرها الشريعة السمحة ولا الأخلاق الإسلامية السامية.
إن الوسطية ليست شعارا يمكن أن نتغنى به، بل هي فريضة الحاضر وذخيرة المستقبل أفرادا كنا أو أمة، انها إسهام يوقف النزف في الطاقات ويوجهها نحو البناء وإعمار الذات والحياة بعطاءاتنا التنموية وإسهاماتنا القيمية.
لقد أشعلت الكويت شمعة تعزيز الوسطية في الإسلام فأنارت سماء المعمورة فتسابقت الأقطار والديار الى أن تحذو حذوها، حتى أصبحت نبعا نافعا يسقي العطشى والمصابين بالتيه والضياع فيردهم إلى دين الله أفواجا من خلال الفهم السليم والعلم القويم.
إن المتابع لانتشار مفهوم تعزيز الوسطية في الإسلام يجد أن كثيرا من الدول الإسلامية سارعت بإنشاء مراكز لتعزيز فهم الوسطية والاعتدال ومحاربة التطرف والغلو والإرهاب، حتى ان الحرص في ذلك جاء من المسؤولين والعلماء والمفكرين لعلمهم بحقيقة فاعليته، ومما يثلج الصدر أن هذه البلاد ترجع الفضل في ذلك لله أولا ثم للكويت بلد الإنسانية ومقر الوسطية ونبراس التسامح والاعتدال.
حفظ الله الكويت وشعبها من كل مكروه.
[email protected]