كثيرا ما نمدح من أدى لنا خدمة أو أعاننا على نوائب الحياة، وهذا حق وواجب لابد أن نشكرهم عليه، لأن من لا يشكر الناس لا يشكر الله، كما قال المصطفى صلى الله عليه وسلم، والشكر في مثل هذه الحالات يتوقف على مستوى الخدمة فإن كانت كبيرة فإن الشكر عظيم وهكذا.
والشكر خلق جميل وفعل جليل، اشتق من اسم الرحمن.. فالله عز وجل هو الشكور الذي يتعدد الشكر ويكثر ويزداد له على نعمه وفضله وكرمه، فالتأسي بهذه الفضيلة شرف عظيم وفضل كريم.
الحاضر الغائب هو ذلك الشخص الذي قدم الكثير من الخدمات واحتوى الأزمات وحل المشاكل والمعضلات وربى الأجيال وتحمل الثقال وفك العقد والحبال في سبيل إيجاد جيل فريد قوي وعتيد.. قاد هذا الحاضر دولة الأسرة بكل مؤسساتها، وأشرف على تنمية أعضائها بالإشراف والمتابعة وحسن التربية والتنشئة، فعندما يمسك زمام هذه الدولة الصغيرة تراه يخطط وينظم ويوجه مسيرتها الى مستقبل عظيم، يمنحها السعادة والأمن والأمان.. لا يكل ولا يمل يقوم بأدوار الرئيس والمرؤوس والصغير والكبير.. يعمل كخادم، ويجتهد كمسؤول، ويعالج كطبيب، أينما تضعه في هذه الدويلة تجده شعلة تنير الدرب ونحلة تعمل بلا تعب وزهرة تنشر العطر والحب.
إنها الزوجة وأم الأولاد وربة البيت، التي ما إن تصبح سيدة الأسرة إلا أخذت على عاتقها كل المسؤوليات، تحمل عن شريك حياتها الكثير من التبعات، ولعل الزوج يحس بهذه التضحيات.. فتجده يؤدي دوره في الحياة بكل نجاح لأنه يعلم.. أن وراء كل عظيم امرأة.
إن كان هناك شكر جميل ومدح عظيم فلا بد أن يكون جله لهذا الحاضر الغائب، الذي قدم لنا ومازال يقدم خدمات جليلة وعونا كبيرا، ساعدنا في بناء اسرنا وتربية أولادنا وحفظنا في هذه المسيرة سنوات طوال، تكللت بالنجاحات وبنت الأجيال من بنين وبنات.
[email protected]