أصبحت الأمة العربية مع الأسف أمة متأخرة، بل تراجعت إلى آخر الركب حتى أن الأمم التي كنا نراها خلفنا سبقتنا تطورا وازدهارا... ونحن إلى الآن نتغنى بماضينا ونستشهد بأحداث كانت في وقتها عظيمة، أما في وقتنا الحالي فليس لها دار ولا قرار.
الحضارة تعني ارتقاء البلاد والعباد وخلق كل ما ينفع الشعوب والمجتمعات ويوفر لها الخير وحسن المعيشة والحياة السعيدة، كما أنها تاريخ يفتخر بفضله كل تابع له من البشر، بل يحرص على استخدامه الاستخدام الأمثل دون تمثيل ولا تطبيل، وهنا تكمن معاني الحضارة.
في بلادنا العربية بشكل عام ودولنا الخليجية خصوصا نجد أن كل مقومات النهضة بحضارتنا موجودة... فالمال متوافر والعقول النيرة متعددة في كل الاختصاصات والبيئة المحيطة ملائمة كما أن الأنظمة السياسية متوافقة مع إرادة الشعوب الى حد كبير، يقول احد المستثمرين الأجانب إن الاستثمار في دول الخليج أكثر أمانا من غيرها وقد خص الكويت لوجود تشريعات تحمي المستثمر ومؤسسة تشريعية لها دور كبير في ذلك، وهذا بلا فخر يميز بلادنا الحبيبة.
المسافر الى الدول المتقدمة في أوروبا وأميركا وبعض دول العالم الثالث التي بدأت بالنهوض يجد العجب العجاب من تسهيل الإجراءات واستخدام التكنولوجيا في إسعاد الشعب وتوفير كل سبل الراحة، فعلى سبيل المثال إجراءات المحاسبة في الأسواق التجارية سهلة وسريعة وقليلة العطل والخراب بعكس ما نراه في بلادنا حتى في الاسواق الكبيرة والمتقدمة، كما أن تخليص المعاملات في الأجهزة العامة والخاصة لا تأخذ وقتا ولا مالا ولا جهدا (شغلك يوصل الى بيتك) ونحن الى الآن نحتاج مخلص معاملات... نفتخر ببعض المؤسسات مثل بيت التمويل والتأمينات الاجتماعية والمعلومات المدنية ومثيلاتها، لكن الباقي تحتاج الى طب... في احد المستشفيات في تايلند أخذت موعدا لعمل بعض الفحوصات وعند حضوري وجدتهم وضعوا لي برنامجا متكاملا لأخذ العينات والأشعات ولقاء الأطباء المختصين وبعد استراحة نصف ساعة دخلت على الطبيب وأعطاني كل النتائج... فهل لنا نصيب في ذلك.
قبل أيام نقلت جريدة التايمز البريطانية وجود خسائر واستثمارات سيئة بالمليارات في مكتب لندن للاستثمارات الكويتية.... لو صح هذا الخبر لكان من الأفضل استثمار هذه الأموال في إسعاد الشعب وبناء دولة متطورة تساير ركب الحضارات العالمية، هذا جزء من كل والخافي أعظم... فهل فينا رجل رشيد.
[email protected]