كثير من الناس يقرأ ويسمع بعض المصطلحات والمفاهيم ويأولها وفق مستوى فهمه، أو مما يسمعه من أقوال غير المؤهلين في هذا الاختصاص، وهذا بلا شك قد يؤدي الى الوقوع في المحاذير والخروج عن دائرة الصواب.
فمن هذه المفاهيم، مفهوم الوسطية في الإسلام، حيث خاض الكثير في تفسير الوسطية، فمنهم من قال إنها بدعة، وآخرون وصفوها بالاستسلام للغرب، ومنهم من يراها تعديلا في الدين... وهكذا! لكن المتبصر في مضامين ديننا الحنيف المستمد من كتاب الله وهدي رسوله صلى الله عليه وسلم يجد أن هذا الدين العظيم يدعو للوسطية تصريحا لا تلميحا.. فالآيات التي تدعوا الى الوسطية كثيرة سواء بالاعتقاد أو العبادة أو السلوك، والذي يعيش مع المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام في سيرته يجد أنها مليئة بهذا الخلق العظيم.. وصدق الله جل وعلا حينما قال (وإنك لعلى خلق عظيم).
إن الوسطية بمفهومها العام هي العدل.. فما من اعتقاد ولا عبادة أو سلوك يكتمل بأي طريقة كانت إلا وصف بالوسطية، كما يتضمن معناها.. الحق والاعتدال والكمال واليسر والخير وكل الأخلاق الكريمة.
سأل سائل عن معنى الوسطية وكأنه لم يسمع عنها من قبل، هل الوسطية في الاعتقاد منزلة بين الكفر والإيمان؟ وهذا السؤال والعياذ بالله يدل على الجهل العميق في فهم الدين، فكان الجواب كما يلي: إن الوسطية بالاعتقاد تقع في كمال الإيمان دون أدنى شرك أو شوائب كفر، فإن اكتمل الإيمان وأصبح خالصا لله فذلك وسطية الاعتقاد، وهكذا في الصلاة في قول الله عز وجل (ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا)، فالسبيل هنا هو الاعتدال، فرفع الصوت أو خفضه في الصلاة يخل بوسطية العبادة.
إننا ملزمون بتعزيز مفهوم الوسطية في شتى جوانب حياتنا، وفقا لما حثنا عليه كتاب الله عز وجل وهدي نبيه صلى الله عليه وسلم دون إفراط أو تفريط.
[email protected]