في روتردام ثاني أكبر مدينة في هولندا التقيت مع رجل هولندي تجاوز عمره الخامسة والسبعين وهو الشيخ رفيق احمد والذي كان يدعى قبل إسلامه رولف جيسن، أسلم عام ١٩٦٨ وكان سبب إسلامه الأول هروبه من تأدية الخدمة العسكرية وذلك عندما كان عمره الثامنة عشرة.. فسافر الى جنوب أفريقيا للعمل واستقر بها حيث اسلم على يد احد المسلمين الملاويين هناك.
سافر للحج عام ١٩٧٢ والتقى بالشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله الذي أعطاه تزكية للدراسة في مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم، وهناك تزوج بقريبة زميله المصري وعاش معها الى الآن.
القصة طويلة ومليئة بالأحداث العجيبة والروايات التي قد يفهمها المستمع أنها من نسج الخيال.. إلا أنها تفيد عن عدة أمور:
أولها: أن الحياة صعبة ومليئة بالشقاء لمن لا يجعلها طاعة لله فقد عاش الشيخ رفيق احمد أياما صعبة في طلب الرزق داخل أدغال افريقيا حتى شعر بحلاوة الحياة عند اتصاله بالله في المدينة المنورة.
والأمر الثاني: ثبات هذا الرجل على الإسلام، فقد حسن إسلامه وعمل على دعوة السجناء سنين طويلة.. علما بأن الله ابتلاه بعدم إسلام ابنه الكبير حيث أثرت عليه حضارة الغرب وأصدقاء السوء.. فحين سألته عن ابنه بكى بكاء مريرا وقال: ادع له بالهداية.
ثالث هذه الأمور: علو همة الرجل فقد جاب القارة السوداء من جنوب أفريقيا الى شواطئ إسكندرية ثم خاض البحر وجبال أوروبا الى أن وصل الى هولندا.. إما سيرا على الأقدام أو استخدام التوصيلة مع السيارات المارة في طريقه، وهذا ما جعله صاحب همة وعزيمة.
الشيخ رفيق احمد وفي عقده السابع الآن تجده قد استفاد من تجاربه وتحدياته حتى أصبح الآن من أبرز الدعاة من المسلمين الجدد في ربوع البلاد المنخفضة (هولندا).
[email protected]