مؤتمر القمة العربي القادم والذي نرجو من الله أن يوفقه بالقرارات الصائبة التي أصبحت الأمة بحاجة ملحة لها في الظروف التي لا تخفى على أولي الألباب، ونحن لا نملك إلا أن نطلب من قائد ثورة الأول من سبتمبر والذي عودنا دائما بصراحته وإلحاحه على توضيح المواقف التي أصبحت لا لبس فيها وباتت مساراتها ومخاطرها معروفة هذه الأيام، أن يقوم هو وإخوانه الزعماء بترتيب الحد الأدنى من الوفاق والاتفاق للحد من الخلافات التي لا مبرر لها إطلاقا والتي تنبعث هنا وهناك وألا يتركوا مجالا للأعداء أن تنهش في أجسامنا ومقدراتنا وتجعل الصديق يتحسّر علينا، فبلادنا غنية وأحوالنا متطابقة ومتشابهة وعاداتنا واحدة، ونحن مترابطون بشريا ومتلاصقون جغرافيا، وتاريخنا ناصع بالمواقف الإنسانية على مر التاريخ، فالوقت لا يرحم من لم يسرّع بالمبادرات التي تفهم لغة العصر والذي أصبح اللف والدوران فيها غير مجد في عالم الإنترنت والمحطات الفضائية.
أيها القادة ابذلوا جهدا خاصا على الأقل في المشاريع الاقتصادية التي توفر لشعوبكم الغذاء والدواء فتغنيهم عن الآخرين وتمد العالم بمفهوم الحياة والسلام للعنصر البشري، فنحن أمة وسط واخترتم لتكونوا هكذا وسيتحدث التاريخ عن هذه الحقبة التي ولاكم الله عليها إن كانت مبصرة أو مظلمة لا سمح الله، فلا تتركوا تركة ثقيلة لأبنائكم وأبناء عمومتكم خصوصا انكم عايشتم هذه الأوضاع منذ ثلاثة عقود وتعرفون خافيها وظاهرها وتذوقتم حلوها ومرها، وتعرفون وتستشفّون مساراتها المستقبلية ونواياها السيئة التي تحاك لعالمكم بلدا تلو الآخر، فالسلام والتآخي فيما بينكم يجعل منكم قوة، ويتسبب في الأمن لكم ولغيركم إقليميا وعالميا وحتى الأعداء تكتفون منهم وتكتفون شرهم، ويكون التفاهم بينكم وبينهم واضحا ضمن مجموعتين متكافئتين وغير متشرذمة وخالقة لنفسها ولغيرها نزاعات تربك الاستقرار والنفع العام فالغزال في بطنه ذيب والعصفور في الشجرة (انتبه يا عوض واخذ بالك يا عوضين).
يقول الشاعر:
كلما أن في العراق جريح
لمس الشرق جنبه في عُمانه
ونحن نقول:
كلما صاح في المحيط جريح
لمس الشرق جنبه في خليجِ عُمانه