حضارات ومهبط وحي للديانات وأنهار وتربة خصبة ومكامن للبترول وبحار وبحيرات عذبة وعادات واحدة.
فهل من المعقول بعد ما سلف ذكره من هذه النعم والامتيازات التي حبا الله بها هذه الامة ان تكون نسبة الفقر والامية والبطالة فيها عالية الى هذا المستوى؟ والنزاعات والخلافات الشخصية بين حكامها الى هذا الحد مما يهدد انهارها المائية بالجفاف ومنابعها تحاك لها المؤامرات وحتى آبارها الجوفية وتربتها الزراعية تضعف وتقل انتاجا؟ بينما الاستثمارات الخارجية لهذه الدول تكاد تصل الى 3 تريليونات دولار وعن التبذير المالي من جانب مترفيها فحدث ولا حرج، ولقد حذرنا كما حذر غيرنا من هذه الظاهرة غير الطبيعية والتي يمكن ان تحرك الشعوب ضد ولاة امرها، لكن لا حياة لمن تنادي، وها هي بدأت الآن بالزحف الشعبي الذي يتحرك بمباركة من الدول الصديقة لهذه الانظمة من الدول الاوروبية لأنهم يريدون ان يهيئوهم الى الفوضى حتى يتسنى لهم ما يسعون اليه لتقسيم الدول الكبيرة من هذه الامة لكيانات صغيرة لخدمة الاهداف الصهيونية التي تحرك اعوانها والدائرين في فلكها وتمنيهم وتعطيهم وعودا كاذبة كما اعطت غيرهم من الاصدقاء ثم خذلتهم ولم يوجد لهم اثر، وشاه ايران وبن علي اخيرا خير مثال على ذلك لأن صاحبهم «ما يطول شاربه»، والآن ممكن لهذه الحكومات ان تتدارك نفسها ببناء قوتها الذاتية ومشاريعها الاقتصادية بجزء بسيط من الاستثمارات آنفة الذكر والتي كعين عذاري تسقي البعيد ولا يستفيد منها القريب.
ملاحظة: ميزانية الحرب العام الماضي في افغانستان قاربت الـ 130 مليار دولار، وعدد الجنود الذين قتلوا في العراق وفي افغانستان العام الماضي 462 جنديا، وعدد المنتحرين من الجيش المحارب في هذه وتلك 470 فردا، اي ان المنتحرين والمتذمرين من هذه الحالة غير الانسانية اكثر من المقتولين في هذه الحرب التي ليس لها هدف انساني، ولو استثمر من هذه الميزانية فقط 30 مليار دولار في المشاريع الانسانية والتموين لكسبوا ولاء الشعب الافغاني لهم للابد.
خط أحمر: مصر العرب والعروبة خط احمر يا سادة، اذا اهتز جسمها اهتز الجسم العربي من محيطه الى خليجه، فيجب الوقوف معها ودعمها رسميا وشعبيا بلا هوادة ولا تراخ ولا تأجيل والا سيبدأ لكم التقسيم والانفلات الامني وتكونوا فريسة للاعداء.