ثورة القرن الحادي والعشرين تحية من الأعماق لأم الدنيا وشعبها العظيم الذي شرع قانونا جديدا للثورة والتثوير، لم يكن موجودا في جسم الأمة العربية منذ قرون فهذه الثورة البيضاء تفاعلت فيها جميع الشرائح والفئات في أم الدنيا والحضارات، وقد حذرنا في مقالات سابقة وبعناوين مختلفة وسألنا: هل بدأ العقاب الكوني كما قلنا في بداية هذا العام «اللي ياكل الفول حيبان» اي فول من نوع ثاني، وهذا الطوفان الثوري الذي حدث على ارض الكنانة كفيل بأن يغير مفاهيم الحياة في منطقة الشرق الأوسط كما يطول عالما آخر ايضا بعد ان سادت ثقافة الحروب والدمار بهذا الشكل من الدول التي تدعي انها منبع للحرية والديموقراطية وحامي حمى حقوق الإنسان، وثبتت على رقاب العباد من ازلامها، من ينفذ لها هذه الثقافات المبنية على القتل والتجويع والبطالة والتدمير التي صرفوا عليها من الاموال التي كانت تكفي نسبة 1% منها لتعمير الكرة الأرضية.
ونحن لسنا في مجال ذكر او تفنيد هذا العبث الاستعماري الصهيوني والدائرين في فلكها من عبدة المال الذين اصبحوا اثرا بعد عين، ولكننا نحب ان نحذر المتبقي من هذا الصنف بأن يفهموا ويتفهموا التعامل مع شعوبهم بعد ان هبت العواصف الهوجاء لتغيير المفاهيم السوداء التي سادت وبادت لمن سبقهم بالرحيل وهذا ليس تهديدا بل هو نصح وتحذير لهم قبل فوات الاوان ومن ثم لا يفيد الندم والندامة.
نحن نعلم انهم لا يقرأون التاريخ ولا يستشفون الحاضر والمستقبل لأن البطائن المتعفنة من حولهم اضلتهم وضللتهم واشغلتهم في جمع الاموال الوهمية التي جمدت بالبنوك السويسرية واستولت عليها فئات خارجية من الاقطاب الصهيونية «وخبز خبزتيه يا الرفلة إكليه» كما قلنا في مقال سابق «الفقر في بعض الاحيان نعمة والنعمة في بعض الاحيان تنقلب نقمة».
ماذا بعد؟.. احذروا المتسلقين والاصناف البائدة لقطف ثمار هذه الانتصارات الباهرة ومن ثم تحويل مصبها الى القنوات والترعات التي اعدوها لامتصاص نقمات الشعوب واعدوا لها من المتسلقين على سلم الانتصارات الشعبية ومن ثم تحويلها للقنوات الصهيونية وهنا يصيبنا المثل «قال خذها وطلق اختها قال لا خير فيها ولا في اختها» لأن الشرق الاوسط الجديد الذي يريدونه اعدوا له وجوها جديدة وعملة وتعامل جديدتين وهميتين كما يقول المثل اسمع كلامك يعجبني اشوف افعالك اتعجب ولكنهم واهمون، لأن حركة التاريخ بدأت تتحرك عكس ما يريدون واصبح تدبيرهم في تدميرهم وينقلب السحر على الساحر لأن الله قال في محكم كتابه (نستدرجهم من حيث لا يعلمون)، فإن ارادوا السلم والسلام فعليهم ان يصرفوا هذه المبالغ التي عبثوا فيها لتعمير الارض وتوفير الغذاء والدواء والعلم والأمن والسلام لشعوب الأرض حتى ينعموا وتنعم أجيالهم التي خلفوا لهم البغضاء من قبل شعوب العالم وأن يبعدوا عنهم من أشار عليهم بغير ذلك.
يا مصر يا مصر العرب دار الأحرار
منك الأمل يا مصر بادر ظهوره
يبرز بها دايم صناديد وأخيار
والعلم دايم ينبعث منك نوره
الله يجيرك من خبيثين واشرار
اللي على الدوام يبعث شروره
يا مصر يا رأس العروبة والعرب
لا يهمك من صابه جرب
اديله حقنة مصرية
دار الشهامة والكرم
بنيتي سد مع هرم
مع القناة بحرية
اعمالك دايم بالصمت
ولا يهمك أصحاب الشّمت
وأهل الاعمال الدنيئة.