لقد تمعنت وحاولت قدر المستطاع أن استوعب المقصود من الحديث الذي يقول «لا خير بأمة قادتهم امرأة» ووصلت الى نتيجة أقنعتني الى حد ما بأن المقصود ليس تقليلا بحق النساء الفضليات لأن منهن العلماء والعاملات والمنتجات في جميع مراحل الحياة ومنهن اللواتي أثبتن ما نقول ويقوله الذين سبقونا في ذكرهن، ولكن القصد الحقيقي لهذا الحديث، والله أعلم، انه عندما لا يوجد رجال يقودون في الأحداث والمعارك القصوى التي تتطلب ظروفا صعبة ودقيقة، فإن معنى ذلك يا سادة ان الأمة وصلت الى مرحلة من المراحل الخطرة والتي يندى لها الجبين في جميع مراحل متطلبات الحياة لأي مجتمع تسوده هذه الظاهرة السلبية، مما يجعله حيران وتالف الفكر والتفكير وهذا لا يصيب إلا من تخلى عن دينه وعادات مجتمعه الحميدة التي جبل عليها أسلافه.
ونحن عندما نرى التهجم السافر من بعض السفهاء على الدين والمتدينين لأنهم يختلفون مع بعض الأفراد أو التنظيمات التي تتاجر بالدين لمقاصدها الذاتية نقول له ليس من حقك أن تهاجم كل من كان يحمل معالم الطاعة وحتى لو كنت غير ملتزم بهذه المبادئ الحميدة فلا تكن من الذين قصدهم القرآن الكريم من (الذين يحبون أن تشيع الفاحشة) لأن هذا معناه ضياع الأمة وضياعك أيضا.
وعلى وسائل الإعلام الابتعاد عن هذا الصنف من البشر حتى لا يقعوا في العقاب الإلهي المحتوم، لأن بعض هؤلاء يريدون أن يدسوا السم بكلمة حق يراد بها الباطل، ونحن لم نشهد هجوما من أعداء الدين كما شاهدنا من بعض أهله، وهذا ما جعل هذه الأمة تصل الى هذه المنحدرات التعيسة، فالحرية والديموقراطية دينيا أو علمانيا ليست بهذه الأساليب التافهة يا سادة فعندما يوسد الأمر لغير أهله فتوقع الهلاك من هذا الصنف التافه من الذين يستعملون علمهم ومعلوماتهم لهدم الأمة، فلا تستضيفوهم في مواقعكم الإعلامية تحت مفهوم حرية الرأي التي تتضمن إشعال الفتنة والعنصرية البغيضة.
أبعدوهم حتى لا تقعوا في الذنب مما ينعكس عليكم وعلى ذريتكم في المستقبل لأنكم أبرزتم هذه الخشب الخاوية من معالم الخير لما تحمله من شرور رذيلة فلا تصغوا للناكرين والمنكر.
اخوة الدين أقوى من عرى النسب
اخوة الدين فوق المال والذهب
فحققوا أمل الإسلام اخوتنا
فقد مضى زمن التشتت واللعب
اخوة الدين يا قوم لنا سكن
ففي حماها يذوب الحقد والفتن.