مطلق الوهيدة
عندما يقال في وسائل الإعلام المقروءة والمرئية ان الحكومة أوقفت جميع التعيينات والدرجات والتنقلات والندب والانتداب والمشاريع التي كانت تثار ويطالب بها منذ عقد من الزمن، ولا تزال تثار من مجلس الى آخر، ومادة لمن اراد ان يؤزم او يتأزم، حتى تنتهي الانتخابات ويأتي العضو الجديد ويخلص هذه المعاملات التي ذكرناها على مختلف انواعها، وتبقى المشاريع كما كانت كمادة نقاشية لا تخلص ولا تنتهي ويصبح المواطن رهينة لهذا العضو المستجد، فبماذا يفسر الناخب الكويتي ذلك؟
واذا كانت هناك شركات تدعي الخسران وترحل من الكويت الى دول اخرى حتى يصعب تتبعها، ومن ثم تدعى بالخسران وتطلب من الحكومة مساعدتها من ميزانية الدولة التي هي ميزانية الشعب الكويتي والأجيال المقبلة، وعندما يقال ويثار ان هناك شيكات خرجت من البلاد او دخلتها لمساعدة بعض المرشحين، وهي في تصوري خرجت من هنا لتعود من الخارج حتى لا يتسنى لمن اراد ان يتتبع اثرها معرفة ذلك، والحكومة ممثلة بوزرائها وبنك الكويت المركزي لا يتتبعون ولا يكتشفون هذه أو تلك وهذا امر غير مقنع، إذن البلاء والجلاء من الطبيب الذي يضع السماعات في أذنيه ويشخص المرض ولا يقوم بعلاجه، كما قالت بعض المتحدثات في احدى القنوات الفضائية وهي محقة في ذلك وجزاها الله خير الجزاء، إذن الخلل هو «في شاة اعطينان.. وعوق الإبل من اهلها» وهذا مثل سبقنا اليه في سالف الزمن ناس لم يدخلوا ابراج الجامعات ويحللوا المعلومات كل على مزاجه وما تهوى نفسه، بل كان القدماء صادقين القول ببراءة الفطرة وصدورهم خالية من الشوائب والحسد والأهواء الشخصية.
إذن بعدما اسلفنا فيما كتبنا نريد ان نسأل أنفسنا ومن يطلبون منا حسن الاختيار كيف نفعل ذلك؟ وانتم تعلمون كل العلم ان تشخيص هذه الأمراض بين ايديكم وتعلمونها ونحن لا نملك مثل هذه الوسائل، والناخب اصبح بين مد وجزر، ومديح وسب لهذا وذاك وصار الناخب الكويتي كجهاز المختبر على طول 47 عاما.
على الذين يطلبون منا الاختيار الصحيح ان يخبرونا أين ذلك؟ ونحن نثق بهم حتى يأتي اليهم من يتجانس معهم ونرى كيف تكون الانتاجية بعد ذلك، اما اذا تركت الامور على «طير يللي» ولا تقوم الجهات الرسمية بتنوير الناخب وتثقيفه وارشاده الى طريق الصواب حتى يأتيها من تتعاون معه لحل مشاكل الوطن والمواطن، ولا تدعي مثلما كانت تفعل ان التأزيم جاء من هنا وهناك فالبلد والشعب في ذمة الحكومة ستسأل عنهما في يوم من الأيام وليست في ذمة من ليس له صفة الاستمرار في المنصب، فمرة يسقط ومرة ينجح وعندما ينجح كما تعلمون همه الأول والأخير ان يخطط للانتخابات التالية.
ونحن قلنا وذكرنا في مقالات سابقة تنبيهية تحيي من كان عنده ضمير على نفسه وأولاده ووطنه ومواطنيه أمثلة متعددة في أبيات شعرية اضطررنا في النهاية لأن نقولها بعدة لغات وأمثلة قديمة صاغها من هم أفضل منا قديما.
والآن وقد اشرفت الانتخابات على قرع المنابر والأجراس نقول كما قالوا وكما طلب منا: اختاروا من تعتقدون انه يوفي بما عهد اليه من قسم وتوكيل، وانا اقول لكم من الآن سيوجه لكم اللوم في المستقبل يا ناخبين بأنكم السبب في صنع السلبيات المستقبلية اذا حصلت من الأعضاء الجدد، فيجعلونها ذريعة لأمور مع شديد الأسف لا تصلح مبدأ لمن كان يعرف المبادئ الايجابية بجميع انواعها وإن لغدا لناظره قريب.
يا طبيب آمر الصيدلي بأن يصرف العلاج قبل فوات الأوان.
دنيا تهوم وتأخذ الناس هومه
ما دامت الدنيا لغيرك تدومي
(المرحوم صقر النصافي)
قولة كــذا وإلا كــذيـا تملز
ترى حلي قضى اللزوم بنجازه
ولا ينر كـز رمـح وهـو مـا بعد رز
وكثر الطعن ما ضر جسم الجنازة
(شبيب بن جعيلان الدقباسي)
من لا يقدم شذرة السيف والكيس
يصـبـح عليه مـن الليالي ثلـومـي
(المرحوم الأمير: تركي بن حميد)
ما قل دل.. وزبدة الهرج نيشان
والهرج يكفي صآمله عـن كثيره
(المرحوم الشيخ: راكان بن حثلين)