منذ بضع سنوات ونحن نحذر من العبث في مكامن الطاقة، والتي تشمل على سبيل المثال وليس الحصر الطاقة البترولية والغازية، كما بينا أن جغرافية الأحداث بدأت تتحرك من الجزائر إلى باكستان ومن تركيا إلى اليمن وعمان، وحذرنا كذلك من تحول النزاع إلى هذه المكامن التي يتصل بعضها بالبعض الآخر بين دول الجوار والتي تحدث نتيجة اهتزازات أرضية أو اتصالات باطنية جغرافية لا تمنعها قوانين الهجرة على مسطحاتها الخارجية.
كما ذكرنا أن الأحداث على الأرض الليبية ستكون بؤرة انطلاق في خاصرة الجزائر ومصر وأن أقطابا ستغيب عن ساحة الأحداث، ولكن يبدو لنا أن هناك من لا يفقهون دينيا ولا علمانيا ولا يتتبعون حركة التاريخ ليستفيدوا ويتجنبوا عبث من سبقهم بتلك الحروب والنزاعات والتي صُرفت عليها المليارات وقدمت إليها غرابيل البشرية والتي لو صُرفت على التنمية في مجال العلم والنواحي الصحية والغذائية لكسبت حب وولاء هذه المعمورة حكاما ومحكومين.
****
الاتفاق الإسرائيلي والفلسطيني المؤقت والذي حدث بعد حرب استمرت 51 يوما تسببت في مقتل أكثر من 2000 بريء وإصابة أكثر من 10 آلاف وشردت ودمرت حدث ولا حرج، لا يمكن لهذا الاتفاق أن يصمد، خصوصا أن هذا النزاع على أرض لا يمكن أن يصيبها الهدوء والاستقرار إلا تحت مظلة واحدة تعيش في جميع الأديان والأعراق وليس من قبل أناس آتية من أصقاع الأرض وطردوا أصحاب الدار وأباحوا التشريد والدمار لأصحاب الدار الأصليين من مسلمين ومسيحيين ويهود من أصحاب الأرض الأصليين ومن يصدق بغير ذلك فهو يجهل الدين والتاريخ وإن غدا لناظره قريب.
من بين حوثي جنوبي
وداعش ونصرة شمالية
الله يستر من الاثنين
على الديار الخليجية
النفط والغاز واجد زين
لأهل الديار الأوروبية
والبرد والثلج واجد شين
لا تقطع السبل موليه
****
* واعتبروا يا أولي الأبصار: هناك فرق كبير بين أعمال إنسانية تدعم الحياة بمفاهيمها الإنسانية والعامة، وأعمال سيئة لا تعتني بالحياة البشرية بل وتخيم على أفكارها وضمائرها بظلمات داكنة السواد همها القتل وتشريد وتدمير الحياة البيئية بجميع مفاهيمها، ويتمثل هذا الفرق جليا عندما نتأمل تاريخين، أحدهما تاريخ 9 سبتمبر لتكريم الإنسانية وإعطاء من سعى فيها وإليها حق التقدير وهو ما حصل لقائد الإنسانية، حفظه الله ورعاه، والساعين على خطاه الإنسانية، والثاني هو 11 سبتمبر بما يحمله من أحداث دمرت الأبراج الأميركية وما فيهما من بشر من جنسيات مختلفة والتي لا تزال مضامينها الشيطانية ونواياها وأهدافها الخفية طي الكتمان والتي سيسفر عنها القادم من الأيام والتي عسى ألا يكون القاتل من الماشين في الجنازة، فهل هناك من عقول نيرة تستفيد من الفارق بين هذين التاريخين وما جلب من أحداث تلت وتتالت فيما بعد ولاتزال تتأرجح في منطقة الشرق الأوسط والتي لا نعلم الى أين سترسو سفنها، ولكننا نعلم حق اليقين أن الله يمهل ولا يهمل.
صدق من قال «يا حافر حفرة السوء طحت فيها».. هل بدأ نفس الانفصال والتجزئة في الجسم الأوروبي قبل الشرق الأوسط؟، وهذا ما نراه أفقيا يا لها من قدرة إلهية.